(لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (لو 1: 15″
يَستَوقِفنا هذا الإرتباط الوَثِيق بين نوعيَّة حياة الإنسان وَعَمَل الرُّوح القُدس. فالرّوح القدس يَرتَاح وَيتَحَرّك بِفَعَالِيّة في حياة الإنسان الذي يَختَار القَدَاسَة طريقاً والنَّقاوة أسلوب حياة. فالإنسان العظيم أمام الرّب لا بدَّ أنْ يَمتَنِع عن أمور تَتَعارَض مع القداسة ولا تَلِيق بالرَّب كالخَمر والمسكِر، وَبِذلك يُعطي المجال لِعَمَل الرُّوح القدس في حياته. لهذا أوصى الوَحِي قائلاً: ” وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ،”. ممّا يشير إلى واحد مِنْ أَمرَين إمَّا هذا وإمَّا ذاك، فلا يَقدِر الإنسان أنْ يوفِّق بينَ الإثنين. فَكُل مَا فيه الخلاعة لا يُمكِن أنْ يؤدِّي إلى الإمتلاء بالرُّوح. على المؤمن أنْ يَحيَا بِنَوعيَّة حياة مميّزة تُعطِي مجالاً لِعَمَل الله في حَياتِه مِنْ خلال شخص الرُّوح القُدُس المبارك. إنَّ الفرق بين المؤمن الجسَدِي والرُّوحي هو أنَّ الأول يَهتَمّ بما للجسد والثّاني يَهتَم بما للرُّوح