وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ.
(مر 14: 3)
إن ما فعَلَتهُ مريم، أخت مرتا ولعازر، لهو فعلا أمرٌ تُمدَح عليه. فقد قدَّمت أغلى ما عِندها للرب. إنها ساعات قليلة وسيُسلَّم الرب يسوع ليُصلَب، وهو كان قد سبق وأعلَن هذا الأمر لتلاميذه مراراً وتكراراً، وكما نعلَم لم يستوعِب التلاميذ هذا الكلام. أما مريم فكان لكلام الرب في حياتِها مكانة خاصة. لقد أدركت أن كُل ما يقوله حقيقي وأنَّهُ سيموت فعلاً، إذ يظهر ذلك من خلال ما قاله يسوع: «قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين». سارعت مريم وقدَّمت أغلى ما عندها للرب. طيب كثير الثمن كان مُمكن أن يُباع بـثلاث مئة دينار، أي ما يُساوي أُجرة عامِل لسنة كاملة في ذلك الوقت. تُظهِر هذه الحادِثة تكريس ومحبّة مريم للرّب يسوع، فبكسرها قارورة الطيب الغالي أَعلَنت أن الرب هو أغلى ما في حياتِها، فقد فَعَلت أمراً فريداً وغير مسبوقاً نالت عليه المديح.
يَعجّز المؤمن العادي أن يفعَل ما فعَلَته مريم إلا إذا كان مُكرَّساً للرب، وكان الرب هو محور الحياة وأغلى ما فيها. فما هو الأمر المُميَّز الذي ستفعَله للرب اليوم وفي حياتك؟