الاثنين 8 حزيران 2020

«وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.»
(أع 20: 12)

هذا الفتى هو افتيخس الذي نام في الاجتماع وسقط من النافذة ومات. كانت هذه الحادثة محزنة لولا تدخّل الرّب واستخدامه لبولس ليقيمه من الموت. يذكر لنا الكتاب المقدّس بأنّ بولس اطال عظته إلى نصف الليل، وافتيخس نام اثناء العظة. لا نعلم من نلوم هنا الواعظ أم المؤمن النائم … ولكنّ الوحي لم يبكّت أي منهما أو يلوم أي منهما على ما حدث. فالرّب لا يبحث عن من يتحمل مسؤوليّة الحوادث ولكنّه يعطي العلاج. والحياة مليئة بالحوادث الناتجة عن الضعف البشري. فلا ينبغي أن نبحث عن الخير والشرّ في كل ظرف وفي كل ضعف بشري، بل نبحث عن علاج الرّب للإنسان في أزماته. وهذا ما فعله بولس الرسول. كان من الممكن أن يضيف بولس إلى عظته بندا أخيرا عنوانه: «تأديب الرّب للذين ينامون في اجتماع الكنيسة.» ولكنّه لم يفعل ذلك ليبعد الشبهات عن طول عظته، ولكنّه نزل إلى افتيخس وصلى إلى الرّب لكي يقوده، واستطاع باعتماده على الرّب أن يقيم افتيخس من الموت. كانت تعزية كبيرة للمؤمنين والكنيسة أن يروا عظمة عمل الرّب. عندما نواجه الضعفات البشريّة علينا ألا نبحث عن الأسباب لكي نبرر ما يحدث بقدر ما نسأل الرّب كيف يجب أن نتصرف لنكون بركة للضعفاء والمحزونين ومن يمرّون بتحديات جسديّة بنتيجة الضعف البشري.