«وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ …» (تك 8: 20)
إن أوّل عمل قام به نوح عند انتهاء الطوفان ونزوله من الفلك هو بناء مذبح للرّب. يشير هذا المذبح إلى أهميّة العبادة للرّب في حياة نوح. فالعبادة هي مطلب أساسي في حياة الإنسان. إنّ العبادة هي أن يعطي الإنسان لله الخالق حقّه الطبيعي بالتمجيد والتعظيم والإكرام. ولأنّ الإنسان خاطئ ولا يقدر أن يتقدّم إلى الله بسبب خطاياه، كان لا بدّ من أن يصنع مذبحًا ليقدم عليه ذبيحة كفاريّة يعلن فيها الإنسان عدم استحقاقه للتقدّم إلى الله. ومن خلال المذبح كان الإنسان أوّلا يقدم ذبيحة ويرشّ الدم طالبًا غفران خطاياه لكي تكون عبادته مقبولة. وبعد ذلك كان يقدم العبادة بجوانبها الأخرى. أما في العهد الجديد فقد صار المسيح كفارة عنّا. وبالتالي كل من يقبل المسيح مخلصًا ويرشّ عليه المسيح دمه الكفاري ويتبرر بنعمته، يصير له حقّ العبادة المباشرة لله. فبالنسبة للمؤمن بالمسيح فإن العبادة اساسيّة. العبادة قد تكون فرديّة في علاقته كمؤمن مع الرّب في مخدعه وهي أيضا جماعيّة عندما يكون في بيت الرّب. العبادة هي أهمّ من أي خدمة أو تضحية أو التزام روحي تفتكر بأن تقدمه للرّب. والعبادة الصحيحة هي أساس كل عمل آخر نعمله للرّب. لذلك يجب أن نعيش حياة العبادة ونتلذذ بها، ونبني المذابح الروحية في حياتنا الفرديّة وعائلاتنا والكنيسة.