بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ:«إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا،
(عب 11: 24-26).
لقد برهن إبراهيم عن صبر إيمانه وأناته من خلال طاعته في تقديم ابن الموعد كذبيحة لله. هذا الأمر أظهر بشكل واضح جدا طاعة إيمان إبراهيم. لقد سبق أن أوضح الله جليا أن العهد الذي قطعه مع إبراهيم سوف يكون فقط من خلال اسحق (تك17: 19). فكان من المستغرب جدا أن يطلب الله من إبراهيم قائلا: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». لقد كان هذا الأمر بمثابة امتحان، ليس لإيمان إبراهيم فحسب، بل لطاعة ايمانه. إن هذا الامتحان كان متمحورا حول ما إذا كان إبراهيم سيستمر بإيمانه بأن الله سوف يحقق وعده بالرغم من وفاة ابن الموعد أم لا. كان إيمان إبراهيم إيمانا ثابتا غير متزعزع وطاعته كانت فورية. لقد استطاع أن يؤمن أن وعد الله سوف يتحقق من خلال اسحق إذ «حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا،» (عب11: 19). علينا أن نتمثل بإيمان ابراهيم الذي تمسّك بإله الموعد أكثر من الوعد بحد ذاته، ووثق بأن الله سوف يحقق وعوده مهما تأخّر في ذلك.