الاثنين 25 أيار 2020

فَقَالَ كَرْنِيلِيُوسُ: «مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ كُنْتُ صَائِمًا. وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي بَيْتِي، وَإِذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ (أع 10: 30)

ما يلفت انتباهنا في هذه الآية أن كرنيليوس كان صائمًا ويصلي قبل ان يظهر له الملاك ويكلمه بكلام الرب. وهذا يعطينا فكرة واضحة عن المفهوم الروحي الصحيح الذي كان عند كرنيليوس فيما يختص بالصوم المترافق مع الصلاة، فهو على ما يبدو كان أمميّا ولكنه يعبد الرب ويعرف كلمته ووصاياه. ولكن لماذا كان صائما ويصلي؟ لا بد وأنه كان بعلاقة قوية مع الرب وشوق لأن يكون أقرب أكثر منه. فهو بالتأكيد لم يكن مكتفيا بممارسة الطقوس والفرائض لمجرد القيام بواجبات دينية، بل كان بحاجة لعلاقة شخصية متينة مع الرب، وهذا الشوق لا بد وأن يحققه الرب لكل من يطلبه مهما كانت خلفيته، ومهما كان مركزه، ومهما كان مكانه. والمعجزات التي صنعها الرب لكي يخلص كرنيليوس وعائلته فاقت الى حد كبير معجزات الشفاء الجسدية، إذ نرى في هذه الحادثة أن الرب يعمل، والملائكة تعمل، والانسان يعمل لكي تخلص هذه النفوس الثمينة عند الرب. هل نعبر عن حاجتنا لتدخل الرب في حياتنا من خلال الصوم والصلاة كما فعل كرنيليوس؟ وهل نتوقع من الرب أن يغير في حياتنا؟ وهل نحن مستعدون للعمل مع الرب لتميم مشيئته في حياتنا وحياة الآخرين من حولنا كما فعل بطرس؟