«لاَ تَحْسِدِ الظَّالِمَ وَلاَ تَخْتَرْ شَيْئًا مِنْ طُرُقِهِ،» (أم 3: 31)
العالم من حولنا وضع في الشّرّير وهو مليء بالظّلم، فيبدو أنّ الظّالم هو الذي ينجح ويصل إلى المراكز والمناصب المهمّة في الدّولة أو غيرها. وهذا قد يؤدّي بأن ينظر المؤمن إليه ويحسده. وللأسف ففي الكثير من الأحيان نسمع المؤمن يقول، لو كنت غير مؤمن لكنت تصرّفت بطريقة أخرى، وكأنّ الرّغبة في قلبه أن يفعل الخطأ ويتصرّف مثل أهل العالم، ولكن الإيمان يمنعه فقط لأنّه مؤمن. أو ممكن أن يَنتَقِي المؤمن قائلاً: سأحيا حياتي للرّب ولكن فقط في هذا الأمر لا يمكن، فإن لم أكن كالباقين سوف أخسر الكثير، أو سوف ينبذني العالم، أو… ولكن كلمة الله لا تضع الخيار أمامنا فنختار السّلوك مع الرّب بالأمور السّهلة، والسّلوك مثل أهل الظّلم بالأمور الأخرى. لقد قال الله «لا تختر شيئاً من طُرُقِه»، أي ولا أي واحدة منها. فسلوك المؤمن لا يجب أن يكون بالنّظر إلى النّتائج الظّاهريّة المؤقّتة عند أهل العالم، ولا بالرّجوع إلى ما يرضيه أو يريحه، بل يجب أن يختار طريقاً واحداً وحيداً لحياته ألا وهو كلمة الله في الكتاب المقدّس، حيث على أساسها يسلك ويحيا حياته ويتّخذ قراراته ويبني مخطّطاته ومستقبله.