« وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ.»
(يو 2: 25)
صفة فريدة بالله وحده هي أنّه كلّي المعرفة، فالرّب يعرف خفايا القلوب، ويكشف الأفكار، سلوكنا وكلامنا وأفكارنا مكشوف أمامه، والمسيح الذي هو الله عنده هذه الصّفة، وهو لم يكن وليس الآن محتاجا أن يشهد أحد له عن الإنسان، لأنّه علم ما كان في الإنسان. تخيّل انّك في مكان ما تحت مراقبة كاميرا موضوعة هناك ولكن هذه الكاميرا مميَّزة، فهي لا تصوّر فقط، بل تكشف الأفكار والقلوب، وتُظهر النّوايا. فكيف كنت ستتصرّف في ذلك الوقت، هل كنت ستنتبه أن لا تفعل أمراً لا يتناسب مع وضعك الإجتماعي، ومع عملك أو مع معارفك أو حتّى مع الكنيسة، لكي لا يُكشَف أمرك أمام إنسان ما؟ لكن ما رأيك في أنّ الله كاشف كلّ الأمور، يعرف ماذا فعلت، وماذا فكّرت وبماذا تكلّمت. والميسح الذي كان مستعدّاً ان يدفع الثّمن الغالي ليخلّصك من كلّ إثم، ليس شيء في حياتنا إلّا وهو عارفه. لذا فلنحيا على هذا الأساس، متمسّكين بالوصايا، مكرّسين الكلّ لشخصه القدّوس، مجتهدين في الخدمة، وسالكين بحياة روحيّة من القلب لتفرّح قلبه.