بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ.
(عب 7: 3)
كان النسب ومعرفة أسماء الوالدين من الأمور المهمة جدا في خلفية رئيس الكهنة الذي كان يعينه الله في هذا المنصب. فعدم معرفة أصل الكاهن كان سببا موجبا لفصله من منصبه. وفي هذا المقطع من الرسالة يصف الكاتب ملكي صادق بالملك والكاهن الذي ليس عنده أب أو أم ولا بداية أيام ولا نهاية حياة. وهذا الوصف لا يعني أن ملكي صادق هو كائن مجهول فضائي، بل ما أراد أن يشدد عليه الكاتب هو أن نسب ملكي صادق وأسماء والديه غير مذكورين في الكتاب المقدس وأن الوحي قصد لهدف سام ألا يذكر النسب وتاريخ ولادته ووفاته لكي يقدر أن يشبّه المسيح، كرئيس كهنة وملك، بهذه الشخصية الفريدة. فالمسيح في كهنوته هو على رتبة ملكي صادق وأسمى جدا من كهنوت هارون. المسيح هو كاهن وملك في نفس الوقت، وشفاعته لنا، كرئيس كهنة، ليست محدودة ومحاطة بالضعف بل تتمتّع بالسلطان أيضا بصفته الملك الجالس في يمين عرش العظمة. إن هذه الحقيقة تضع الثقة في داخلنا بأننا غير متروكين وحدنا لنصارع مع ضعفنا دون رجاء، فالمسيح حاضر دائما لكي يشفع فينا وينتشلنا من أي ضعف يحاول أن يستأسرنا.