«ثُمَّ رَحَلُوا، وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ.» (تكوين 35: 5)
بعد أن ضرب أبناء يعقوب شكيم والمدينة بسبب التّعدّي الذي حصل على أختهم دينا، وبّخ يعقوب أبناءه، ولأنّه وعائلته مجموعة صغيرة، خاف من أن تجتمع شعوب الأرض هناك عليه وتضربه (34: 30)، فانطلق إلى بيت إيل، ولكن كلمة الله تعلن لنا أنّ جعل من مهابته على الشعوب من حولهم فحافظ على شعبه وحامى عنه، ولم يسمح للخطر من أن يقترب منهم. وفي حياتنا اليوم كمؤمنين، وربّما دون ان ندرك، يتدخل إلهنا بجبروته وسلطانه المطلق لحمايتنا من أمور كثيرة. ربّما من مخاطر على الطّرقات في سيّاراتنا، وربّما في أشغالنا من أشخاص يضمرون لنا الشّر، وربّما من أناس يضطهدوننا ويريدون أذيّتنا، وغير ذلك من مخاطر متنوعة قد نتعرّض لها. فبالرغم من كثرة الشّر الموجود في العالم، والمبادئ التي وضعها إبليس في الأرض، إلهنا يضع خوفه على الأشرار من حولنا، ويعطي نصرة للمؤمن رغم سيره بعكس تيّار العالم. فلنشكر الرّب كلّ حين، على الأمور التي نراها والتي لا ننتبه لها، فإلهنا بِسَهَرٍ دائمٍ على حياتنا ليحمينا ويقودنا بحسب مشيئته الصّالحة.