وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.» (أع 5: 41)
في حياة الإيمان أمور كثيرة خارجة عن المنطق البشري، فلقد كان التلاميذ هنا مسجونين مهدّدين وكان جماعة الصدّوقيين يتشاورون بأن يقتلوهم ثمّ بعد أن أقنعهم غمالائيل أن يتركوهم جلدوهم وأطلقوهم. ففي هذه الحال، المنطق يقول أنّ التّلاميذ يجب أن يكونوا متذمّرين، متضايقين في أنفسهم، حزينين اذ هم لا يستحقون ما حصل معهم، فلم يؤذوا أحدًا ولم يتعرّضوا لأحد، بل بمحبّة يحاولون مساعدة النّاس لكي يعلنوا لهم البشرى السّارة بالخلاص، وبالمقابل يضطهدون ويجلدون. أمّا هم فذهبوا بعد الجلد فرحين، وليس ذلك لأنّهم أحبّوا الجلد، أو لأنّهم غير متألّمين، بل لأنّهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسم المسيح، وسيكون أجرهم عظيم من الرّب. ففي المنطق البشري لا يوجد شخصٌ مجلودٌ متألّمٌ فرحان، ولكن من أجل إسم الرّب الألم هو إمتياز، إذ المسيح نفسه قال «طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.» فهل انت مضطّهد من عائلتك أو مجتمعك، أو تتعرّض للإضهاد لأنّك تعلن الخلاص للخطاة؟ إذاً طوبى لك، إفرح وتهلّل.