الاثنين 17 شباط 2020

«فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:
«هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ»
(مر 1: 17)

إنّ دعوة الرّب للإنسان الخاطئ هي للخلاص والحياة الأبديّة، ولكن طالما أن المؤمن ما يزال مستوطناً في الجسد، فمن أعظم المهام المستوجبة عليه هي البشارة، وكلّ مؤمن، صيّاداً كان قبل معرفته للمسيح أم لا، سيصبح في المسيح صيّاداً للناس. فالبشارة هي أحد أهمّ الأهداف التي أرادها الرّب في حياة تلاميذه حيث أرسلهم ليكرزوا بملكوت الله، وهي أحد أهمّ الوصايا التي أوصى الرّب بها تلاميذه بعد القيامة من الأموات، وهي ليست فقط للرّسل بل لكلّ مؤمن. فنحن صيّادو ناس، وكما أنّ الصّياد الماهر يقتنص كلّ فرصة أمامه لكي يصطاد، كذلك نحن علينا أن نقتنص كلّ فرصة أمامنا لنحاول أن نصطاد النّاس بكلمة الإنجيل ونأتي بهم للمسيح. وكما أن الطّريدة تهرب من الصّياد لكي لا يوقع بها، كذلك قد نتواجه مع أناس يحاولون الهروب من الحقّ، ولكن هذا لا يعني ألا نحاول بطرق مختلفة أن نعلن لهم خلاص المسيح. ولكن يبقى الفرق شاسعًا بين الصّياد العادي وصيّاد النّاس للمسيح، فالصيّاد العادي يصطاد الطّرائد ليقتلها ويأكلها، بينما صيّاد النّاس للمسيح هو يصطادهم للحياة الأبدية وخلاص نفوسهم، فيختطفهم من النّار والهلاك الأبدي الذي ينتظرهم.