اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.
(مز 100 :1)
إن عنوان هذا المزمور مكتوب وهو: مزمور حمد (شكر)، يتحدث عن دعوة لكُل الأرض بأن تعرِف وتعبُد الرب. يبدأ هذا المزمور بعِبارة إهتفي للرب يا كُل الأرض. وكلمة إهتفي تعني الصُراخ بفَرح. إن فَرَح المؤمن بالتسبيح هو إنسجام مع شخصِ الله الفَرح وتجاوُب مع كُل ما فَعَلهُ معنا بِنعمتِه الفائقة. ويُتابع بالفرح أيضاً إذ يقول: إعبدوا الرب بفَرَح، أي إخدموا الرب بِفَرَح. ويُعطي أسباب لماذا علينا أن نفرح في عبادة إلهنا، وذلك لأنه الله، هو الخالِق، هو صنعنا، وله نحن شعبُه وغنم مرعه. عندما نتأمل بكلِمة خلَقنا نُدرِك أنَّه يُحِبُنا، فقد كنا بفِكره قبل أن يخلُقنا. ولكن ليس فقط يُحِبنا إنما يعتني بنا ويُشبِعنا إذ يقول «غنم مرعاه» وهذا الأمر يدعو للفرح وبهجة القلب. ويُشجِع المُرنم شعب الرب أن يدخُل ديار الرَّب للعِبادة بالشُكر والتسبيح أي بِذِكر صِفاته المجيدة. فهو رب صالِح، رحوم وأمين. «لأن الرّب صالح، إلى الأبد رحمَته، وإلى دور فدور أمانته»
عندما نتأمل بإلهَنا، ونُدرِك أنَّه صالِح، نعلَم أنَّ كُل ما يحصُل في حياتِنا الآن هو بسُلطان هذا الإله الصالِح، وهو يُعامِلنا بالرحمة، لم يُعاملنا بحسب خطايانا ولكنه أبعد عنا معاصينا، وهو إله آمين كل ما وعد به حصل وسيحصُل، وهو خلقنا لأنَّه يُحبُنا فلا بُد أن نفرَح ونشكُر هذا الإله الرائع بفرح بأصواتِنا بخِدمَتنا وحياتِنا.