«لأَنَّهُ رُبَّمَا لأَجْلِ هذَا افْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ»
(فل 1: 15)
تعتبر رسالة فليمون من الرسائل الخاصة جدّا الموجّهة لمؤمن اسمه فليمون. فمضمون الرسالة هو مسألة شخصيّة وخاصة حدثت في حياة أحد المؤمنين السادة في ذلك العصر. فقد كان فليمون سيّدا وكان له عبد اسمه أنسيمس. ويبدو أن أنسيمس سرق مال سيّده وهرب إلى روما حيث التقى ببولس واختبر التجديد. والآن بولس يرسل أنسيمس مجدّدا إلى فليمون ليكون له أخ في المسيح. ولذا هو يرسل هذه الرسالة لكي يقدّمها أنسيمس لفليمون عندما يأتي إليه. وضمن هذه الرسالة يذكر بولس كلمة «ربّما» بالإشارة إلى غموض بعض الأمور بالنسبة لنا، وضرورة انتظار الوقت لكي ينكشف لنا لماذا سمح الله لها في حياتنا. فكثيرا ما نتوقّف أمام أحداث في حياتنا ونتساءل، «لماذا حصل هذا الأمر؟» كما حصل مع فليمون عندما هرب عبده بطريقة مزعجة من بيته. ولكنّ الأيام كشفت شيئا مختلفا جدّا لفليمون إذ أنّه الآن يسترجع أنسيمس العبد لا كعبد فيما بعد ولكن كأخ بالمسيح. هو سيخدمه الآن بأمانة أكثر مقدّما له المحبّة والاحترام. إنّ هذه العبارة التي نتأمّل بها تبدو أيضا غامضة إذ أنّ الوحي يساعد فليمون لكي ينظر بإيجابيّة وتوقّع لما قد توصل إليه هذه المسألة. نحن أيضا علينا أن ننتظر بتوقّع نتائج التحّديات التي تواجهنا عالمين أنّ وراء كلّ تحدّ هناك إله عظيم يستخدم كلّ ما يجري في حياتنا لخيرنا الروحي ولمجد اسمه.