اهذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ.ب (2كو 9: 6و7).
يشبّه الرسول بولس العطاء المادي بالزرع. فالإنسان المعطاء يزرع بركات لحياته من قبل الرّبّ. فالذي يعطي بالشحّ لخدمة الرّب يحصد بالشحّ بركات من عند الرّبّ والذي يزرع بكرم، يحصد بركات عديدة من عند الرّبّ. ولكن العطاء ليس بفرضٍ إلزاميٍّ على المؤمن ولكنّه قرار قلبي في داخله. فلا يجب أن يعطي الإنسان بالحزن او بالإكراه، بل يجب أن يكون العطاء من القلب بفرح لأنّ الله يحبّ المعطي المسرور. فالرّب ينعم على الجميع ولكنّه يخصّص بركات ماديّة خاصة للمؤمن الذي يعطي من قلبه لعمل الرّبّ، فالرّب لا يبقى مديون لأحد، ولكنّه يفتح يمينه ويعطي بركات غزيرة. فالمؤمن هو وكيل على المال ويجب عليه أن يجيد إستخدامه. فإمّا أن يضعه في تصرّف الرّبّ ويعطي المسيح الربوبيّة عليه أو أن يصبح المال عقبة في طريق نموّه الروحي. لذلك يجب على المؤمن أن ينمو في عطائه ويضع الكلّ على مذبح التكريس. وإذ يخطّط المؤمن لأجل حياته الماديّة يجب أن يضع في حسبانه دائما مجد الرّبّ وإمتداد ملكوته.