«وَتُخْبِرُ ابْنَكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: مِنْ أَجْلِ مَا صَنَعَ إِلَيَّ الرَّبُّ حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرَ. 9وَيَكُونُ لَكَ عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَتَذْكَارًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، لِكَيْ تَكُونَ شَرِيعَةُ الرَّبِّ فِي فَمِكَ. لأَنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ. 10فَتَحْفَظُ هذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي وَقْتِهَا مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ.»
(خر 13: 8-10)
إنّ معاملات الرّب مع الإنسان المؤمن لا تتغيّر. فالرّب أمين على كل وعوده. فبعد 430 سنة من العبوديّة في مصر اخرج الرّب الشعب بذراع قويّة بحسب وعده. لقدا أرادهم أن يرجعوا إلى أرض كنعان كما وعد إبراهيم. وقد استخدم الرّب معجزاته القديرة لتحطيم صورة آلهة المصريين في عشرة ضربات أظهرت عظمته وصدقه وأمانته. وفي الضربة العاشرة مات أبكار مصر بينما نجا أبكار شعب الرّب بسبب رشّ الدمّ على العتبات علامة الكفارة. لقد طلّب الرّب من شعبه أن يتذكّر هذه الحادثة بما سمّاه عيد الفصح. وقد أمرّ الرّب من شعبه أن يخبروا أولادهم عن أمانة الرّب وقوّته وجبروته قائلا: «وتخبر ابنك …». وكان عليهم أن يعلّموا أولادهم شريعة الرّب ووصاياه «لكي تكون شريعة الرّب في فمك». في ذلك الوقت أوصى الرّب بعيد الفصح الذي يتضمّن اعلانا واضحا عن فداء المسيح المستقبلي الذي تحقّق في العهد الجديد بتجسّد المسيح وموته وقيامته. ولكن قبل ذلك كان على شعب الرّب أن يتذكّر سنويّا هذه المناسبة التي فيها افتدى الله أبكار شعبه بالدّم، رمزا لما سيفعله المسيح بفداء البشريّة. إن حفظ وصايا الرّب والتأمل في فدائه ومعاملاته مع المؤمن يجب أن تكون ممارسة يوميّة في حياته، لكي ينقلها إلى الجيل الآخر ويخبر أولاده والآخرين عن محبة الله، ونعمته، وأمانته، وفضله. وإذ يفيض قلبه بالشكر، يعلن مجد الله للجميع من حوله.