الأربعاء 8 تموز 2020

«لأَنَّ أَهْلَ مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ اسْتَحْسَنُوا أَنْ يَصْنَعُوا تَوْزِيعًا لِفُقَرَاءِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ»
(رو 15: 26)


إنّ العطاء هو جزء لا يتجزأ من حياة الإيمان. فالرّبّ يسوع المسيح هو مثالنا الأعلى في العطاء، إذ قدّم ذاته لخلاصنا مضحّيا بنفسه لفدائنا. هو الذي يغيّر قلب المؤمن من قلب أناني لا يفكر إلاّ بذاته إلى قلب روحي مستعد أن يعطي بسخاء. والحياة الماديّة للمؤمن هي إمتحان أساسي للأيمان ولنوعيّة الإيمان. فإن كان يسوع هو رّبّ على حياة المؤمن فلن يكون للمال تسلّط على حياته. وإن كان المال هو الرّبّ والسيّد على حياة المؤمن فلن يكون للمسيح أيّ مكان في حياته. فالمؤمن الذي يعيش مع المسيح هو مؤمن معطاء. هو أوّلا لديه أمانة في عشوره لبيت الرّبّ، وثانيا في عطائه السّخي للرّبّ ويهتم بحاجات الآخرين على قدر طاقته ويتمتّع بالكرم في دعمه للمرسلين في العالم. كان المؤمنون في مكدونية مثالا روحيّا يحتذى به في العطاء، فرغم فقرهم المادي كانوا أسخياء في عطائهم وكانوا يفتكرون بحاجات الآخرين. لذلك أكرمهم الرّبّ وصاروا مثالا لكلّ المؤمنين عبر العصور. وبينما ينمو المؤمن في جوانب متعدّدة من حياته، عليه أن ينمو بسخائه المادي للرّبّ.