«بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.»
(مت 5: 37)
إنّ الصدق هو من صفات الله. الله صادق. وهو يطلب من أولاده أن يكونوا صادقين في حياتهم. يبدأ الصدق في حياة الإنسان عندما يكون صادقًا في كلامه. علينا أن نتذكّر دائمًا أنّ الكذبة الأولى في العالم كانت من صنع ابليس الذي كذب على آدم وحواء في الجنّة. مكتوب عن ابليس إنّه كذّاب وأبٌ لكلّ كذّاب. وبالتالي ينبغي على أولاد الله المخلّصين بدم المسيح أن يسمحوا للروح القدس بأن يسيطر على فكرهم وكلامهم. وإذ يعيش المؤمن بصدق وأمانة في كلامه مع الآخرين، يكسب ثقة الناس من حوله، وينمّي شخصيّة صادقة. وهذا يؤدّي مع الوقت بأن يكسب المؤمن صيت الصدق في الكلام، فيصبح المؤمن نورًا للمسيح في كلامه ويعلم العالم بأن المؤمن لا يكذب ولا يراوغ ولا يغيّر كلامه. بل هو صادق في كل ما يقوله. يعيش العالم في حالة من انعدام الثقة بكلام الآخرين، لذلك يستخدم الناس الحلفان لتثبيت كلامهم. فالإنسان يتكلّم ثم يحلف لكي يثبت كلامه. وهذا ما رفضه المسيح حين طلب من اتباعه أن لا يحلفوا البتّة بل يتسلّحوا بالصدق دائمًا، متمثلين به.