«لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَاني فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِهِ.»
(متى 21: 32)
هذه الآية هي خلاصة المثل الذي أعطاه المسيح عن الأب وابنيه. فقال الأب للأوّل «يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. فَأَجَابَ وَقَالَ: مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيرًا وَمَضَى.» وبعدها َجَاءَ إِلَى الثَّاني وَقَالَ كَذلِكَ. فَأَجَابَ وَقَالَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. فَأَيُّ الاثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» فأجاب السامعين أنّ الأوّل هو من فعل مشيئة الأب لأنّه تمّم مشيئة الأب. فالموضوع ليس له علاقة بكلام الإنسان فقط ولكن بتجاوبه مع الرّب. وختم المسيح المثل بخلاصة عن الإيمان والخلاص. فالكثيرون من المتدينين اليوم يذكرون الله في عباداتهم وأحاديثهم، ولكنّهم يسلكون خارج مشيئة الله وبالتالي هم مرفوضون من الله نفسه. ولكن يوجد اليوم مجموعات أخرى من الناس في العالم، الذين شعروا بخطاياهم ولكنّهم آمنوا بالمسيح المخلّص لكي يغفر خطاياهم، وهم الذين اختبروا عمل نعمة الله في حياتهم. إنّ مسألة خلاص الإنسان لا علاقة لها بكميّة الخطايا، ولكن بقوّة المخلّص. وبالتالي من يؤمن بالمخلّص ويستسلم بين يديه بالإيمان، يختبر عمل الله في حياته بغضّ النظر عن حياته الماضية وحجم خطاياه. إن العشارين والزواني هم أسوأ أنواع البشر، وقد استخدم المسيح مثالهم ليعلن أن نعمة المسيح قادرة أن تخلّص وتغيّر أسوأ أنواع البشر، عندما يرجع الخاطئ إلى المسيح بالتوبة والإيمان. إنّ الخلاص ليس مرتبطاً بما يقوله أو يظنّه الإنسان عن نفسه ولكنّه مرتبط بإيمانه بالمسيح.