«اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ مُنَجِّي النُّفُوسِ، وَمَنْ يَتَفَوَّهُ بِالأَكَاذِيبِ فَغِشٌّ.»
(أم 14: 25)
غالبا ما يخاف الإنسان من قول الحقيقة كما هي، ظانّا بأنّ قول الحقيقة هو ضعف وهو قد يقلّل من أهميّة الوضع. لذلك يلجأ الإنسان دائما إلى تضخيم الأمور في حال كان الأمر جيّدا، أو يلجأ إلى إخفاء الحقيقة أو يلجأ إلى تغييّر الحقيقة. والسبب الرئيسي هو المفهوم الخاطئ لدى الإنسان بأن الحقيقة تورّط النفوس بالمشاكل والأزمات. وهنا يأتي قول الكتاب لكي يعلن بأن قول الحقيقة ينجي النفوس. فقول الحقيقة كما هي والأمانة في الكلام، هما السبب الرئيسي لنجاح الإنسان. فالصدق هو ما يبني الثقة مع الآخرين. وفي حال أدّت الحقيقة إلى خسارة ما، إلا أنها تفتح الباب أمام الإصلاح والتعويض والحلول. الكذب هو خطيّة بشعة تحمل في طياتها الغشّ. فعندما يكذب الإنسان ويغيّر الحقيقة او يخفيها فهو يغش الآخرين. وهذا يؤدي إلى فقدان الثقة وتأزم المشاكل. والملفت بأنّ الكذب سيكشف عاجلا أم آجلا. الإنسان الصادق الذي يتفوّه بالحقيقة ينجي نفسه ونفوس الآخرين من حوله. لا تخف بأن تقول الحقيقة ولو كانت صعبة، لأنّ قول الحقيقة هو لخيرك وخير الآخرين أيضا.