فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ،… أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.
(خر 3: 14-15)
«أهيه الذي أهيه»، الذي تفسيره «أكون الذي أكون» وبمعنى آخر «الكائن الذي هو دائما كائن». تعريف الله عن ذاته بهذا الاسم يتضمن معان سامية جدا. فهو يعلن من خلال هذا الاسم أنه، في حين أن كل ما في الوجود موجود بسبب مسبّب له، فإن سبب وجود الله موجود في ذاته، فهو كائن منذ الأزل وإلى الأبد، وبسبب ذلك هو لا يتغير، وثابت في كيانه الى الأبد إذ «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران».
هذا هو نفس الاسم الذي عرّف به يسوع عن نفسه أمام اليهود فقال: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». وكاتب الرسالة الى العبرانيين يقول: «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.»
عندما ندرك أن يسوع هو الله نفسه الذي لا يتغير، تطمئن نفوسنا وتهدأ أمام عظمة محبّته وعنايته لنا مهما كانت الظروف التي نمرّ بها. يسوع هو الخالق، ونحن أولاده نستمد وجودنا من وجوده وحياتنا من عنايته فلنتشدد ونتشجع ونتكل عليه في كل لحظة من حياتنا لأنه يهتم.