الأربعاء 27 أيار 2020

فَحَتَمَ التَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلّ مِنْهُمْ أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئًا، خِدْمَةً إِلَى الإِخْوَةِ السَّاكِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ.
(أع 11: 29)

لم يكن العطاء في الكنيسة الأولى مبنيا على أشخاص محدّدين ميسورين ماديا، بل على المؤمنين جميعا وبحسب ما تيسّر لكل واحد أن يقدم. لم ينتظر التلاميذ في أنطاكية هبات كبيرة من أشخاص معيّنين، بل حرك الرب قلوبهم جميعا لكي يقدموا الى اخوتهم في أورشليم لسد حاجاتهم المادية بسبب الجوع الذي كان سيحدث. إن القليل الذي يقدمه المؤمن هو كثير في عيني الرب، وهو يطلب من أولاده أن يكونوا معطائين لكي يشبوهه في كل شيء لأنه هو رب العطاء والهبات غير المحدودة. وكما بارك الرب الخمسة أرغفة والسمكتين وأطعم الآلاف، هو قادر أيضا على وضع بركته في القليل الذي يقدمه أولاده حتى يسد حاجات كبيرة وسط شعبه. إن العطاء يساعد المؤمن على عبادة الرب بشكل أكبر لأنه يحرر المؤمن من سلطة المال وعبادته لكي يتحوّل بالكامل الى عبادة الرب النقية. قال الرب يسوع لا يمكن للانسان أن يعبد سيدين ولا يمكن للانسان أن يعبد الله والمال في آن واحد. لذلك يأتي العطاء لكي يساعد المؤمن على عبادة الرب بالشكل الذي يرضيه ويجلب بركته الكبيرة على حياته.