لأَنَّهَا قَالَتْ:«إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ:«مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» (مر5: 28-30)
ما هي هذه القوة التي خرجت من يسوع؟ وهل يُعقل أن تخرج منه قوة دون أن يعلم بها مسبقًا؟ إنها ببساطة قوة الخالق المعجزية التي تتجاوب، وبكامل علمه، مع الإيمان الثابت والثقة التامة برب المعجزات. إن الرب الكلّي القدرة قادر على كل شيء ولا يحتاج للإنسان حتى يتمّم أي أمر يريده. ولكنه اختار، وبحسب مسرة مشيئته، أن يتعامل معنا وفق نوعية الإيمان الذي نتمتع به. فبالإيمان الصادق يخلص الإنسان من الهلاك، وبالإيمان الثابت يحقق الله معجزاته في حياته. لقد قالت هذه المرأة في نفسها أنها لو مسّت ثوبه فهي تُشفى، فأعلنت عن يقين ثابت وكامل في قلبها بقدرة الرب على شفائها، فكان لها ما آمنت به من كل قلبها. كان إيمانها قادراً أن يزحزح الجبال وينقلها من مكانها، كان إيمانها ورجاؤها الوحيد منصبًا على يسوع وحده فكان لها ما أرادت. ما هو نوع الإيمان الذي نعيشه وهل نؤمن أن الرب يسوع قادر أن يصنع المعجزات في حياتنا؟ عندما لم يشك بطرس في قلبه لدى رؤية الرب يسوع، سار نحوه على الماء بالإيمان، ولكن في اللحظة التي خاف فيها شكّ وبدأ بالغرق. هذه المرأة لم تشك مطلقا في قدرة الرب على شفائها ونالت بالإيمان ما طلبته من الرب. لقد رسمت أمامنا المقياس المطلوب للإيمان الذي يصنع المعجزات، فلنقتد به دوما في حياتنا.