«اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ.»
(مت 12: 35)
يقول البعض أنّ نواياهم صادقة وقلبهم أبيض رغم الأخطاء التي يقومون بها. ولكن في هذه الآية من انجيل متى، أعلن الرّب يسوع المسيح مشكلة الإنسان الحقيقيّة والتي هي داخلية في القلب. فالإنسان يخطئ لأن في داخل قلبه كنز شرّير يثمر فساداً في حياته، وبالمقابل أعلن أيضاً أن الأمور الصّالحة هي نتيجة لكنز صالح موجود في قلب الإنسان وأفكاره. يحاول الكثيرون أن يحسّنوا تصرّفاتهم وأخطاءهم بالعمل على الناحية الخارجية، فيعالجون الخطيّة الظّاهرة في حياتهم وكأنها هي المشكلة الوحيدة، دون ان ينتبهوا أنّ الأفكار وتصورات القلب هي التي تظهر الخطيّة إلى الخارج. ففي كلّ خطيّة نتصارع معها يجب أن نفتّش عن أسبابها في قلوبنا وما هي الأمور التي يجب أن نعالجها في داخلنا. وإن لم نستطع فلنطلب المشورة من راعي الكنيسة، لأنّنا حين نعالج الدّاخل نكون بالتالي قد عالجنا الخارج أيضاً. ولنكنز في داخلنا أموراً صالحة مجدّدين أذهاننا بكلمة الله وبالمعرفة الصّحيحة لصفات الله، لكي نعيش حياة تمجّد إلهنا فيفوح منّا عطراً زكيّاً يعكس رائحة المسيح من داخلنا.