« يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ.»
(غل 4: 19)
إنّ هدف الحياة الرّوحيّة بعد الخلاص بالمسيح هي أن ينمو المؤمن ويتقدّم إلى شبه المسيح. وهنا يتكلّم بولس مع المؤمنين في غلاطية الذين ربحهم للمسيح، ويتابع معهم في نموّهم مُعلناً أنّه يتمخّض بهم، وكلمة يتمخّض هي الكلمة التي تُستخدم لآلام الولادة التي تشعر بها الأم وهي تلد، وهي من أقصى أنواع الآلام التي يمكن أن يشعر بها الإنسان. وهذا ما يشعر به بولس تجاه هؤلاء الأشخاص، وهذا ما يشعر به أي راعٍ أمين على ما أقامه الله عليه من نفوس ليبنيها ويساعدها ويقودها للنّموّ إلى شبه المسيح. فالرّاعي في الكنيسة يتألّم مع كلّ مؤمن يفتر روحيّاً، ومع كلّ مؤمن يعيش في الخطيّة، ومع كلّ مؤمن خارج عن مشيئة الرّب لحياته، ومع كلّ مؤمن يضعف، ومع كلّ مؤمن لا يتجاوب مع كلمة الله. فآلام كثيرة ترافق حياة الخادم، إذ كلّ نفس هي وكالة من الله له لكي يساعدها على النّموّ ومشابهة الميسح. ولكن علينا كمؤمين أن نفهم ذلك وأن نفهم مشيئة الله لنا، وأن نخضع لإرشاد الرّاعي الذي لا ينبّهنا أو يكلّمنا عن خطأ في حياتنا إلّا لكي يتصوّر المسيح فينا ونعكس صورة المسيح لكل من يرانا.