«لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ».
(لو2: 30-32)
سمعان الذي كان قد أُوحِيَ إليه أنَّه لَن يموت قبل أنْ يَرَى المسيح المخلِّص، حَقَّق الرَّب وَعدَه له وَرَأى يَسوع المسيح في الهيكل عِند خِتانِه. ولكن حِينَها لَمْ يَرَ يَسوع وَحَسْب بَل قَال أنَّه رَأى خَلاصَ الرَّب. لَم يَرَه قَد تَمّ ولكن رآه بالإيمان، ولَم يَرَ الخلاص فقط لإسرائيل بَل لِجَميع الشّعوب، نُور إعلانٍ للأمم أيضاً، كلّ هذا رآه سمعان بِالإيمان بِوَعود الله الذي وَعَدَ به لِسِنِين طَوِيلَة بِكَلِمَتِه الصَّادِقة. وَهَكذا نَحن نَرى وَعد الله بِالخَلاص لَنَا وَنَحيَا مُتأكِّدين مِن خَلاصِنا، وهكذا نَحيَا مُنتَظِرين مَجيء الرَّب ثانيةً لِيَأخُذنا مَعَه لِلأَمْجَاد، لَيس لأنَّ مَشَاعِرَنا تُعلِن لنا، وَلا لِأَنّ أَهلَنا أَو رِجَال الدِّين أَعلَنُوا لَنا، وَلَيس لِأَنَّنا كَامِلين مِن دُون خَطيَّة، وَلَيسَ لِحُلمٍ رَأَينَاه، بَل لِأنّ كَلمَة الله الصَّادقَة الثَّابتَة للأبَد أُعلِنَت لَنَا وَأَكَّدَت لَنَا الخَلاص لِكُلِّ مَنْ يُؤمِن بالمسيح رَبّاً ومُخلّصاً. لأنّ الذي تَمَّم وَعدَه بِالفِدَاء على الصّليب مُنذُ حَوالي ٢٠٠٠ سنة هُوَ نَفسَه الذي وَعَد. فَلنَتَمَسَّك بِوُعُودِه لَنَا فِي كُلّ شَيء وَلْنَسلُك بِالإيمان، بِالطَّاعَة وَالخُضُوع، وَلْيَسُد سَلام الرَّب فِي قُلُوبِنا فِي كُلّ الظُّرُوف. لِأنَّنا مَمْسُوكِين بِيَد القَدِير الصَّادِق وَالأَمِين فِي كُلِّ مَا وَعَد بِه.