«فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».
(لو 22: 46)
قبل إلقاء القبض على يسوع وصلبِه خرج كالعادة إلى جبل الزيتون مع تلاميذه ليُصلي وقال لهُم: «صلّوا لكي لا تدخلوا في تجرِبة». وجثا على رُكبتيه وصلّى لله الآب إذا شاء أن يُجيز عنه هذه الكأس. لقد كان في حُزن شديد وألم وضغط نفسي كبير، وتلاميذه أيضاً كانوا في حُزن شديد ولكِنَهُم ناموا بسبب حُزنِهم. وحثّهُم الرب مرّة أُخرى على الصلاة لئلا يدخلوا في تجرِبة. إن المؤمن كل يوم يدخُل إلى مدرسة التجارِب وإن أفضَل طريقة لمُحاربَتِها هي الصلاة واليقظة بدل النوم والإستِسلام للحُزن والفَشَل. طلب الرب في صلاته في بُستان جُثسيماني قائلاً: لتَكُن لا إرادتي بل إرادَتك. إن هذه الصلاة المِثالية تُظهِر خضوع الرب يسوع لله الآب، واستِعدادَه ليتحمَل كأس الغضَب والدينونة حتى الموت. لنتأمل في هذه العِبارة التي قرّر فيها الرب يسوع الذي هو بلا خطيئة أن يفعل مشيئة الله الآب في الصلاة، بالمُقارنة مع آدم الذي كان أيضاً بلا خطيئة عندما واجه التجرِبة ولكنه قال: لتكُن إرادتي لا إرادتك. فأيّة صلاة نُصلي في ساعة التجرِبة وما هي رغبة قلوبِنا؟ هل نُريد إرادة الرب في حياتِنا أم نُريد إرادتنا و ما يُرضينا.
إن النُصرة على التجرِبة تعتَمِد على يقظتِنا الدائمة في الصلاة وعلى رغبة قلوبِنا أن تكون إرادة أبونا السماوي هي الأولى في حياتِنا.