«لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ.»
(عب 2: 1-4)
إنّ مخطّط الله الخلاصي معلن في صفحات الكتاب المقدّس منذ القديم. فقد أعلن الرّبّ عن مخطّطه منذ أيام آدم وحتى أيامنا. فالكتاب المقدّس يدوّن لنا تاريخ الخلاص وكيف أتمّ الله مخطّطه الخلاصي بفداء المسيح. لقد اختار الله في العهد القديم نسل المخلّص وأرض الخلاص بحيث رافق الله وعوده بالتمام لحين ولادة المسيح من سبط يهوذا وموته في أورشليم في المكان الذي تكلمّ الربّ عنه لإبراهيم. لقد أعلن الرّبّ كلمته من خلال ملائكة ودوّنها من خلال أفراد ورافقها بعمل الروح القدس. لقد ثبّت الرّبّ كلمته بطرق معجزيّة في العهد الجديد أيضا إذ أعطى الذين كتبوا بالوحي الإلهي تأييدا مميّزا بمعجزات ومواهب الروحي القدس. هذا يضع الإنسان أمام مسؤوليّة كبيرة لأنّ الرّبّ أعلن له كل شيء. فكيف ننجو إن أهملنا هذا الخلاص العظيم المعلن منذ القديم والمحقّق بالتمام والمعلن للعالم الحاضر؟ إنّ إعلانات الكتاب المقدّس عن فراد المسيح بالخلاص تضع الإنسان الرافض للمسيح أمام الدينونة المحتّمة.