«وَقَالَ:«مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.» (متى 26: 15)
نعيش اليوم في عالم مادي ملموس تُسيطِر فيه الماديّة على عقول الناس، فيقيسون كل أمور الحياة بالمادة. ودائماً ما يحسب الإنسان الطبيعي حساباته على أساس المادة: كيف سأستفيد إذا فعَلت هذا الأمِر؟ أو ما الفائدة التي ستعود على حياتي إذا تقرّبت من فُلان؟ … لقد قسَم الرب يسوع البشَر إلى صنفين من الناس. أول صنف هم الناس المُحبيِّن للمال. وثاني صنف هم الناس المُحبيّن لله. وقال: لا تقدِروا أن تُحِبوا الله والمال. إن محبّة المال هي عِبادة بمعنى أن الإنسان مُمكِن أن يتكرَّس لها بوقتِهِ، بعمَلِه، بأفكارِهِ دائماً قد يلهَج بالتفكير بالمُستَقبَل الأفضَل وكيفية تأمينه من خلال المال، فيقلَق ويفقُد مُتعة الحاضِر بعبادة الله. والمؤسف بهذا الموضوع إن الأشخاص القريبين من الرب قد يكونون أيضاً مُحبيّن للمال. فهذه كانت حال يهوذا تلميذ يسوع. يُحذِر الروح القدس قائلاً: إن محبّة المال أصل لكُل الشرور، الذي إذ ابتغاهُ قومٌ ضلّوا عن الإيمان، وطعنوا أنفُسَهُم بأوجاع كثيرة. (1تي6: 10). وهذا ما نراه في حياة يهوذا الذي انتهى به الأمر بالإنتِحار. إن محبّة المادة (العالم والمال) هي ضدّ الإيمان بشخص الله الذي يهتَم بحياتنا ويرعانا ويعِد بأنه سيُسدِد كل إحتياجِنا الروحية الجسدية والنفسية من الشباب إلى المشيب. لذلك لا تنشغِل بما هو زائل وفاني بل ثِق وسلِّم حياتك ومُستقبَلك للراعي الصالح الأبدي.