الأربعاء 10 حزيران 2020

«فَأَجَابَ بُولُسُ:«مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي، لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ»
(أع 21: 13)

بينما نتأمل في عودة بولس إلى أورشليم ونرى الإخوة المؤمنين يحذرون بولس من الذهاب بسبب إعلانات الروح القدس عن الآلام التي كان سيواجهها هناك ومحبتهم له نتعلَّم دروس مُهِمة. لقد دعى الله بولس ليذهَب إلى أورشليم (أعمال 19) ولم يكُن شيء سيجعلَه يُعاند الله في حياته حتى الألم والمصاعِب. قد لا نواجه نفس مصير بولس ولكن المزمور 34 يقول «كثيرة هي بلايا الصديق». فكيف نُساعد ونُشجِع بعضنا كمؤمنين لنُتمِم قصد الله في حياتنا؟ علينا أن نرى الأمور على حقيقتها، فبينما الميل الطبيعي لدى كل شخص فينا هو للأمان والإستِقرار، إلا أنها ليست الحياة التي نحن مدعوون لنعيشها. فيسوع لم يعِش في أمان ولا في إستقرار إذ لم يكن له مكان يسند رأسه عليه. ونحن كمؤمنون به نسعى لأن نعيش حياته، علينا أن نُصحح نظرتنا للحياة المسيحية. فهذه النظرة التي نطلُب فيها ما لنفوسنا أولاً هي ما تمنعنا أن نصنع مشيئة الله في حياتنا. لنُدرِك بأن هذه الحياة لا تدور حولنا، بل تدور حول الله. وبينما نُظهِر حُبًا وإهتِمامًا لبعضِنا البعض، لنُفكِر أولاً بمحبتِنا لله، ولنُشجِع بعضُنا بعضًا على تتميم مشيئته غير خائفين من دعوته، بل مُستسلمين له أينما كانت الوجهة التي سنذهب إليها.