«بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ الْيَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِكَيْ تَحْيَا وَتَنْمُوَ، وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا.»
(تث 30: 16)
إن مطلب الله في كل العصور هو نفسه، العلاقة المتفاعلة مع الإنسان. فقد خلق الله الإنسان للعلاقة معه وصمّمه بحيث لا يجد الإنسان الشبع والكفاية واللذة والفرح إلا بهذه العلاقة المباركة. وعلاقة الإنسان مع الله تبنى من خلال توجيهات الرّب ووصاياه للإنسان. ولكي تكون العلاقة صحيحة يجب أن تبنى على المحبّة للرّب. فالحياة الروحيّة ليس تخويفا أو قمعا أو إجبارا ولكنّها خيارا يختاره الإنسان تجاوبا مع محبة الله تجاهه التي تظهر بخلقه وعنايته ورعايته واهتمامه بحياة الإنسان. أما محبة الإنسان الحقيقيّة للرّب فتظهر من خلال احترامه وطاعته لكلمة الرّب ورغبته بالسير في وصاياه وفرائضه وأحكامه. فالإنسان الذي يعتبر وصايا الرّب ثقلا عليه وظلما تجاهه، هو إنسان يفتقد للعلاقة الصحيحة مع الرّب وهو يتجاهل محبّة الله وفضله على حياته. فمحبتنا للرّب تدفعنا تلقائيّا لمحبة وصايا الرّب وطاعتها. وعندما نتجاوب مع وصايا الرّب ينتج هذا نموّا روحيّا في داخلنا في علاقتنا مع الرّب وفي شبعنا الروحي وكفايتنا وسلامنا الذي لا يستطيع احد أن ينزعه منّا. وعندما نعيش مع الرّب بعلاقة المحبة والطاعة لوصاياه وفرائضه نختبر البركات المعدّة من الرّب لنا. إنّ إمتياز العلاقة مع الرّب هي أثمن هديّة في الوجود. لذلك تجسّد ربّ المجد يسوع المسيح مخلصنا لكي يعيد الشركة الصحيحة بيننا وبين الله من خلال فداء الصليب.