«بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا:«لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟»
(رو 9: 20)
عندما خلق الله الإنسان على صورته ومثاله أعطاه إمتيازات فائقة. فقد أعطاه الرّبّ إمتياز الحريّة الفرديّة والقدرة على التمييز والتفكير والتحليل والمحاججة. ولكن للأسف، يستخدم بعض الناس هذا الامتياز المعطى لهم من الرّب فقط من أجل المحاججة والتحدّي. وهذا ما واجهه الرسول بولس من معترضين على مخطّط الله الخلاصي، لذلك كتب بالوحي الإلهي قائلا: «بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟» إنّ التمرّد على الله هو السّبب الرئيسي لمشاكل الإنسان كافة وبدل الخضوع للرّبّ، يختار الناس اليوم مجاوبة الله والإعتراض عليه. فالله هو الكلّي الحكمة والكلّي القدرة والكامل في محبّته وعدله. على الإنسان أن يتذكّر في كلّ يوم بانّه مخلوق من قبل الله، الذي جبله من تراب الأرض. لا تستطيع الجبلة أن تعترض على جابلها وتقول له: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟» يجب على الإنسان أن يدرك حجمه ومحدوديته أمام عظمة خالقه ويأتي إليه بخضوع واستسلام وتجاوب مع كلمته المباركة. إنّ موقفنا من شخص الله وقبولنا لترتيبه ومخطّطه المعلن في كتابه المقدّس هو ما يعطينا الخلاص ويحوّل حياتنا نحو البركة والقوة والنجاح.