«فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ.»
(متى 22: 29)
يريد الله من الإنسان أن يعرف ويختبر قوّته في حياته. فالله ليس إله الضعف ولكنّه إله القوّة. وهو يريد من أولاده المؤمنين أن يختبروا قوّته في حياتهم. ولكي يختبر الإنسان قوّة الله، أعلن الله عن ذاته له في الكتاب المقدّس. بحيث أنّ الإنسان يستطيع من خلال أسفار الكتاب المقدّس، أو «الكتب» كما وردت في هذه الآية، أن يعرف ويختبر قوّة الله في حياته. لذلك وبّخ المسيح الصدوقيين الذين كانوا طائفة من اليهود ينكرون حقيقة القيامة والحياة الأبديّة. وبّخهم لأنهم لا يعرفون الكتب. أيّ كتب؟ أسفار الكتاب المقدّس التي أعلن فيها الرّب عن صفاته وفكره وقصده ومشيئته ومحبته وتعاملاته مع بني البشر. الكتاب المقدّس هو إعلان الله عن نفسه وعن ذاته. وأهمّ ما في الكتاب المقدّس إعلان الله عن مخططه لخلاص الإنسان من خلال عمل المسيح الكامل بفداء الصليب. فالكتاب المقدّس يعلن قوّة الله الخالق، وقوّة الله الديان، وقوّة محبة الله للإنسان، وقوّة الله للخلاص بتجسّد المسيح وفدائه. إن معرفة الإنسان لإعلان الله في أسفار الكتاب المقدّس وتجاوبه بالإيمان والطاعة مع ما أعلنه الله له، تجعله يختبر قوّة الله في حياته. إن جهل الكتاب المقدس وما أعلنه الله عن نفسه هو الضلال المميت، لأنّ لا حياة ولا قوّة ولا خلاص خارج الله خالق الكل وربّ الكل. لذلك على الإنسان أن يخصّص وقتًا ليعرف الكتب ويتجاوب مع مضمونها لكي يختبر قوّة الله في حياته.