الأحد 7 حزيران 2020

«وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ، لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.»
(أع 19: 30)

هل إن المؤمن مطالب دائما بأن يظهر بهيئة البطل الذي يواجه الناس والمضطهدين بالاعتماد على الرّب؟ نقرأ في سفر تاريخ الكنيسة عن العديد من المرّات التي واجه فيها بولس الشعب والرؤساء مباشرة. ولكنّنا نقرأ أيضا عن العديد من المرّات التي هرب فيها بولس وانتقل من منطقة إلى أخرى. فمما لا شكّ فيه أنّ المؤمن يحتار أمام مواقف الإضطهاد المحرجة، هل يواجه أم هل يهرب؟ لقد خالج بولس الشعور أن يدخل ضمن الشعب. فلربما يستخدم الرّب هذا الأمر!!! ولكنّ التلاميذ لم يدعوه. كانت مشيئة الرّب أن يغادر بولس ويترك الأمر بين يدي الرّب. إن تصرّف المؤمن يجب أن يكون خاضعا لقيادة الروح القدس. فالمؤمن ليس البطل الذي عليه أن يواجه دائما ولكنّه الخادم الأمين الذي يفعل ما يأمره الرّب به. وإذا التمس أن قيادة الرّب له بأن يواجه ويشهد في وسط الإضطهاد فليكن. ولكن إن قاده الرّب للهروب فهذا أيضا ضروري. علينا أن نتذكر أننا لا نقدر أن نواجه الشر بالشرّ. وإن كانت مواجهتنا ستتحول إلى تحدّ وخصام وصياح فلن يكون هذا بقيادة الروح القدس. لذلك علينا أن نكون حساسين، لأنه في ظروف ينبغي المواجهة وفي ظروف أخرى سيقودنا الرّب للهروب. وفي النهاية الرّب ضامن النتائج.