«لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ
طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ»
(في 4: 6)
يدعونا الرب في هذه الآية إلى حياة الصلاة المثابرة التي تشكّل عصب الحياة الروحيّة التي من خلالها نتّصل بالرب إلهنا. إن حياة الصلاة بالنسبة للمؤمن هي «كل شيء»، لأنه بالصلاة ندخل إلى عمق الشركة مع الرّب ومن أمام عرشه نستمدّ كل حكمة سماويّة وكل قوّة إلهيّة وكل غنى روحي. لا يريدنا الرّب أن نهتم بشيء أرضي زائل وننهمّ بهموم العالم فنرزح تحت أحمال الدنيا، بل ما يريده الرب منّا هو أن نأتي إليه في كل يوم بالصلاة لنعبده ونشكره ونرفع طلباتنا إليه. إن قوّة المؤمن ليست في حكمته وقدرته وفطنته، بل هي قوّة سماويّة تأتي من الرب. وإن كنّا نريد أن نستفيد من هذه القوّة علينا أن نأتي كل يوم إليه مصلّين، ونعيش أيضا حياة الصلاة لحظة بلحظة خلال ساعات يومنا. ليس لك أيها المؤمن أن تهتم بشيء، إلا أن تبقى بقرب الرّب القادر على كل شيء فترى عظمة قدرته وتختبر عمق أبوّته وتتلذّذ بسيرك اليومي معه.