الأحد 5 تموز 2020

«لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ»
(رو 13: 8)

إنّ‭ ‬المحبّة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المسيحيّة‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬بموهبة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬حياة‭ ‬المسيح‭ ‬فينا‭. ‬فعندما‭ ‬يمتلك‭ ‬المسيح‭ ‬حياتنا‭ ‬ويسكن‭ ‬الروح‭ ‬القدس‭ ‬فينا‭ ‬ويعطينا‭ ‬طبيعة‭ ‬جديدة،‭ ‬فهو‭ ‬يعطينا‭ ‬طبيعة‭ ‬المسيح‭ ‬المحبّ‭. ‬لذلك‭ ‬يصف‭ ‬بولس‭ ‬الرسول‭ ‬المحبّة‭ ‬بالدَّين‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوفيه‭ ‬المؤمن‭ ‬للآخرين‭ ‬من‭ ‬حوله‭. ‬يشير‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬الشعور‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬المؤمن‭ ‬تجاه‭ ‬غيره،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬لنفسه‭ ‬أمام‭ ‬كلّ‭ ‬ظرف‭ ‬وكلّ‭ ‬شخص‭ ‬وكلّ‭ ‬موقف‭ ‬اأنا‭ ‬مديون‭ ‬بأن‭ ‬أحبّ‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حولي‭.‬ب‭ ‬فالمحبّة‭ ‬كدين‭ ‬هي‭ ‬مسؤوليّة‭ ‬والتزام‭ ‬تؤثّر‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬حياتي‭. ‬فبدون‭ ‬المحبّة‭ ‬أنا‭ ‬نحاس‭ ‬يطن‭ ‬أو صنج‭ ‬يرّن،‭ ‬وكلّ‭ ‬أفعالي‭ ‬وتصرفاتي‭ ‬لا‭ ‬تساوي‭ ‬شيئا‭. ‬المحبّة‭ ‬هي‭ ‬التصرّف‭ ‬الطبيعي‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين،‭ ‬نتيجة‭ ‬عمل‭ ‬الروح‭ ‬القدس‭ ‬في‭ ‬حياتي‭. ‬المحبّة‭ ‬تحدّد‭ ‬المستوى‭ ‬الروحي‭ ‬الذي‭ ‬أعيش‭ ‬فيه‭. ‬هل‭ ‬أعيش‭ ‬بالروح‭ ‬أم‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الجسد؟‭ ‬عندما‭ ‬يقول‭ ‬المؤمن‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬أن‭ ‬أحبّ‭ ‬شخصاً‭ ‬ما،‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بالسير‭ ‬بالجسد‭. ‬أمّا‭ ‬المؤمن‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬بملء‭ ‬الروح‭ ‬القدس‭ ‬فيختبر‭ ‬المحبّة‭ ‬لجميع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭. ‬فالمحبّة‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬السير‭ ‬اليومي‭ ‬مع‭ ‬المسيح‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬المحبّة‭ ‬الحقيقيّة‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬لكي‭ ‬يغيّر‭ ‬حياتنا،‭ ‬لنصبح‭ ‬سفراء‭ ‬لمحبّته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬