الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا.
(مز 85: 10)
كُتب المزمور 85 بعد عودة شعب الرب من السبي إلى بابل بسبب عصيانهم والابتعاد عن الرب. هذا السبي الذي استمر 70 سنة أمر الرب بعدها شعبه بالرجوع الى الأرض التي أُخذ منها. ويعبّر هذا المزمور عن فرحة الشعب بعودتهم وغفران الرب لخطاياهم التي تسببت بالسبي. لقد استوجب حق الله التأديب بسبب العصيان، ولكن الرحمة تدخلت فخلصت أيضا الشعب من الحالة البائسة التي كان فيها. تعبّر هذه الآية عن شكر القلب لدى شعب الرب قديمًا على خلاصهم بالرغم من ذنوبهم وخطاياهم، فرأوا في عمل الرب معهم الرحمة الكبيرة إلى جانب الحق المطلق. إن خلاص الرب لشعبه في العهد القديم في الكثير من الأحيان، بالرغم من عصيانهم، هو صورة مصغّرة عن الخلاص الكامل الذي صنعه بنفسه على خشبة الصليب حيث تلاقت الرحمة الإلهية المطلقة مع الحق الإلهي المطلق بموت المسيح البار عن خطايانا. لذلك دعونا نعبّر عن شكرنا العميق لإلهنا المبارك على ما قام به من أجلنا إذ جمع في خلاصه لنا الرحمة والحق، البرّ والسلام.