ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ
لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُو
(رؤ 19: 11-12)َ
إن مقارنة بسيطة لوصف هذا الإصحاح لمجيء الرب يسوع ثانية مع الوصف الوارد في الأناجيل لقدومه الأول، نلاحظ التباين الواضح بين المجيء الأول الذي كان بوداعة وتواضع، لكي يطلب ويخلص ما قد هلاك، والمجيء الثاني الذي سيكون بجلال وبهاء وانتصار وسلطان كامل، لكي يضع أعداءه تحت قدميه، ويدين كل تمرّد وعصيان بشري وملائكي. ففي مجيئه الأول أرسل الرب ملاكاً من السماء ليعلن للرعاة المتبدين عن ولادة الرب يسوع في مذود متواضع، أما في مجيئه الثاني فستنظره كل عين والذين طعنوه، والجيوش التي كانت مجتمعة لكي تتحارب بعضها مع بعض، ستوحّد قواها لتحارب الجالس على الفرس الأبيض. لكن قبضة واحدة من الرب يسوع كافية لترسل المتمردين عليه إلى بحيرة النار والكبريت. يا له من منظر مرهب لحظة ظهور ربنا يسوع آتياً للدينونة. إن كل إنسان لم يستفد ويتمتّع بخلاص المسيح في مجيئه الأول، سوف يدان لا محالة في مجيئه الثاني. فأين أنت من المجيء الأول للمسيح؟