قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَفَهِمْتُمْ هذَا كُلَّهُ؟» فَقَالُوا: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ». (متى 13: 51)
بعد أن علّم الرب يسوع بشكل علني وبكل وضوح في الاصحاحات السابقة، بدأ في هذا الاصحاح الثالث عشر من إنجيل متى بالتكلّم والتعليم بأمثلة، وكان ذلك بمثابة دينونة على اليهود الذين رفضوه مجدّفين على الروح القدس. ولكن الرب لم يترك تلاميذه من دون أن يفسّر لهم هذه الأمثلة، بل حرص أيضا أن يتأكد من أنهم فهموا كل ما قصده بتعليمه. إن مشيئة الرب يسوع لنا هي أن نفهم تعليم كلمته بشكل صحيح، وهو يحرص على تحقيق ذلك لنا. لقد أعطانا الروح القدس حتى نتمكن من دراسة كلمته وفهمها كما يجب، ولكن هذا لا ينفي مسؤوليتنا بأن نتوجه إليه دائما بالسؤال والطلب منه أن ينير لنا أذهاننا لكي نفهم كل الحق المعلن لنا فيها. فكلما شعرنا بصعوبة في فهم كلمة الرب لنا علينا أن نذهب إليه حالا طالبين المعونة منه لإنارة أذهاننا وإدراك حقّه المكتوب، وعلينا بالتالي أن نكون مستعدين أيضا لإجابة الرب عندما يسألنا: «أفهمتم هذا كله؟» فنجيبه: «نعم يا سيّد.»