«وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَنًا. لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.»
(لو 6: 26)
حياة المؤمن حياة سلام ومحبّة للجميع، فالرّب علّمنا أن نحبّ حتى أعداءنا ونسالم الجميع، فلماذا قال المسيح إذاً «ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسناً»؟ إنّ الرّب عَالِمٌ أنّ العالم وُضِعَ في الشرّير وأنّ المؤمن هو في العالم ولكنّه ليس من العالم، ومع أنّ كثيرون قد يرون الصّفات الفُضلى بالمؤمن ولكن كثيرون أيضاً يَضطَهِدونه. لذلك وُجُود مؤمِن لا يُضطَهد مِنْ أحد وَيَقول فِيه الجَميع حسناً فَهذا قد يكون إشارة أنّ حياته لا تمجّد الرّب. فإمّا هو يساوم على الحق ويُلغي مبادئه، وإمّا يستحي من أن يَأخذ مواقف للمسيح في حَياتِه، أو يُماشي الجميع كما كان يَفعَل الأنبياء الكَذَبة قَديماً فيَتَنَبّأون بِما يُرضي السّامعين، أو يَحيا بَعيداً عن كلمة الرب سلوكيّاً وروحيّاً تحت عنوان المحبة للجميع. فَوَيلٌ لذلك التلميذ لأنه ينكر المسيح الذي اشتراه بدمه، ويستحي بالمسيح الذي لم يستحِ أنْ يحمل خطاياه على الصليب. إن كان المسيح الكامل اضطُهِد وَلَم يَقولوا فيه حسناً، فهل نحن أفضل منه؟ لذلك فلنحيا لهدف تمجيد اسمه، مُتَمَسِّكين بِكلِمَته، مُعلنين سِيادَته الكاملة وسلطانه الوحيد على حياتنا مهما صعبت الظروف والاضطهادات. وطوبى لنا إذا اضطُهدنا من أجل اسمه.