«رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ،…» (مز 51: 12أ)
أعظم لحظة في حياة الإنسان هي لحظة الخلاص بالإيمان بالمسيح، ويُرافقها شعور بالبَهجة لا يوصف، حيث يَشعُر المؤمن وكأنّه لا يُريد شيئاً من هذا العالم، بل كل ما يريده هو أن يكون مع الرّب إلى الأبد وأن يحيا له في كلّ لحظة من حياته. ولكن المؤمن، وبسبب التّجارب والأمور التي يتعرّض لها من العالم ومن إبليس، قد يَسقط أحيانا ويراعي خطيّة ما في حياته. وهذه الخطية لا تُفقِد المؤمن خلاصه ولكن تُفقِده بهجة الخلاص، وتفقده الشّركة الصّحيحة مع الرّب والبهجة النّاتجة عنها، وبهجة النّصرة، والحريّة من الخطيّة.
وهذا ما اختبره داود بسبب خطيّته مع «بثشبع» وزوجها «أوريا» ممّا أَفقَده البَهجَة الحقيقة إذ خسر شركته مع الرّب. وهنا بهذا المزمور يعلن داود توبته أمام الله، ويطلب أن يردَّ له بَهجَة الخلاص. فمِن أصعَب الإختبارات التي يختبرها المؤمن في حياته هي فقدان هذا الفرح والبهجة الحقيقة، لأنّها ستؤثّر على كلّ حياته الرّوحيّة وسلوكه وعبادته، واندفاعه في الكرازة والخدمة، فيحيا راغباً أن يعود كما كان في السّابق، ولكن ليس عنده القوّة لذلك.
الحلّ الوحيد للعودة للشّركة ولبهجة الخلاص هو التّوبة أمام الرّب والإعتراف بالخطأ ونزع الخطيّة التّي تقف حاجزاً بيننا وبين الرّب.