« لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ.» (رو 1: 18)
إنّ العالم من حولنا مليء بالفجور الذي هو بعكس التّقوى، أي السّلوك في عدم مخافة الرّب، وعدم إعطاء قيمة للرّب.،وهذا ما يُنتِج حياة مليئة بالإثم والشّر. وهذا كلّه لأنّ النّاس كما يَصِفُهم الرّب في الآية أنّهم «يحجزون الحقّ بالإثم» أي إنّهم يحتجزون الحقّ مخفيّاً ويعلنون الإثم كأنّه هو الحقّ، فيُبطلون كلمة الله التي هي الحقّ، ويتمسّكون بأفكارهم وفلسفاتهم وشهواتهم والمبادئ التي وضعها إبليس في العالم، لا بل يدافعون عن الإثم ويصبح من ينادي بالحقّ مخطئاً ومن ينادي بالإثم محقّاً، وما أكثرهم في أيامنا، ولكن مهما كان عددهم كبيراً يبقى الحقّ في كلمة الله هو الحقّ، والله يبقى كما هو ولا يتغيّر، وغضب الله مُعلَن من السماء عليهم، وسيصبّه عليهم في الدّينونة. هذا هو وضع كلّ بَشَرٍ على وجه الأرض إذ الجميع خطاة، ولكن الله صنع خلاصاً به يخلص الخاطئ من غضب الله والدّينونة الأبديّة، ويخلص من عبوديّة الخطيّة. فبالتّوبة والإيمان بالمسيح ربّاً ومخلّصاً معرفة الحقّ، والحقّ يحرّر من عبوديّة الخطيّة (يو 8: 36)، والإيمان بالمسيح يضمن للخاطئ حياة أبديّة، ويصبح خليقة جديدة تحيا بحياة جديدة تتوق للقداسة والبرّ والتّقوى والسّلوك بحسب الحقّ الوحيد في الكتاب المقدّس.