«فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا:«اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.»
(مت 11: 4-5)
رُغمَ أن يوحنا التَقى بيَسوع وَعَمَّده وَرأى الرّوح القدس يَحلُّ عَليه بِشَكل حَمامَة، وَسَمع صَوت الآب مِن السَّماء قائلاً «هذا هُوَ إبني الحَبيْب الذي بِه سُرِرْت» فإنَّ الضِّيق الذي مرَّ بِه في السِّجن قبل موته، جَعَلَ الشُّكوكَ تُراوِدُه إنْ كان فِعلاً الذي رآه هو المسيح أمْ يَنتَظِر آخر. وَلكِن المُلفِت أنَّ المسيح وَلِيُؤَكِّد لَه أَنَّه هو المنْتَظَر، استخدم كَلِمَة الله ووعوده في النّبوّات المسيح، إذ جاء عنه في إشعياء «حِينَئِذٍ تَتَفَقَّعُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ …» (إش35: 5-6) وأيضاً «رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ … لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.» (61: 1) فَرُغمَ أنَّ الإختبار الذي مرّ به يوحنا عند معموديّة المسيح كان عظيماً جدّاً لكِن الرَّب أَعطَاهُ الكلمة بالنُّبوَّات كَتَأكِيد أَقوَى مِن النظر والسمع، فوََضَع الكَلمة مِقيَاساً لِمَا يَجِب أنْ يُؤمِن بِهِ يُوحَنا. وَهذا ما يُوجِّهنا كَمُؤمِنِين لِلتَّمسُّك بِالكلمة المعلَنَة، إذ َهِيَ مِن الله لنا لِكَي لا نَنْجرّ وَنُسَاق وراء تَعالِيم غَريبة، واختبارات لا حدود لها، مع أنَّ بَعضَها قَد يَكون صحيحاً. فَبَين يَديْنا مَا هُو أَثبَت، فَلْنُلقِي إيماننا وعقائدنا وحياتنا وسلوكنا وعبادتنا على الدُّستُور الأَثبَت الذي هو كلمة الله الثَّابتة إلى الأبد.