«لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».» (أع 4: 20)
هذا ما أجابه بطرس ويوحنا عندما طلب منهما رؤساء المجمع والشّيوخ والكتبة ألا ينطقا البتّة، وألّا يعلّما باسم يسوع. فأعلنا لهم أنّهما لا يمكنهما ألا يتكلّما بما رأيا وسمعا. فالكرازة رغم أنّها وصيّة من الرّب، وواجب من واجبات الحياة الرّوحيّة، ودين روحيّ كما يصفها بولس الرّسول، ومسؤوليّة خلاص النّفوس، ودعوة خاصة من الرّب كسفراء عن المسيح، وهي حاجة كبيرة إذ الحصاد كثير والفعلة قليلون. فبطرس ويوحنا أعلنا سبب آخر لبشارتهما التي لا يمكنهما أن يوقفاها، والسّبب أنّهما لا يمكنهما أن يسكتا ولا يتكلّما بما رأيا وسمعا. فالبشارة هي أيضاً حالة من الفرح الرّوحي نتيجة الإختبار الذي يحصل في حياة الإنسان، فيشعر به الشّخص المؤمن بفرح وابتهاج في داخله لا يوصف، إذ يجد نفسه قد عثر على الكنز العظيم، عثر على الحقيقة التي كانت مخفيّة بالنسبة له، عرف المسيح الحقيقي، أزيلت أتعابه وأحماله، غفرت خطاياه وضمن حياته الأبديّة، وأمام هذا الإختبار الرّائع والعطيّة التي لا يعبّر عنها، لو أراد أن يسكت لا يمكنه لأن الذي رآه وسمعه وحصل معه ولا يمكن إخفاؤه في الدّاخل، بل سيصرخ في الخارج معلناً إسم الرّب المخلّص الوحيد.