الأحد 16 آب 2020

«اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل، حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ.» (أم 16: 24)


إنّ كلامنا الذي يخرج من فمنا ليس مجرّد أصوات وكلمات تخرج إلى الهواء، بل له تأثيره في من يسمعه. فالكلام قادر أن يهدم وقادر أن يبني، فإمّا أن يكون كلامنا لبنيان وتشجيع الآخرين فيكون بركة في حياتهم، وإمّا أن يكون كلاماً يهدم ويفشّل فيكون لعنة في حياة الآخرين. وكلمة الرّب هنا تعلّمنا أي نوع من الكلام هو للبركة، فالكلام الحسن، أي الكلام الجميل والمشجّع، قادر أن يبني المحطّم، ويشفي العظام، ويريح النّفس ويرفعها. فكلامنا قادر أن يعمل ويشفي حيث لا دواء آخر ليعمل. لذلك علينا ان ننتبه إلى نوعيّة الكلمات التي تخرج من فمنا. فنحن قادرون في كلّ كلمة نقولها أن نلعب دور الدّواء في حياة من حولنا، يمكننا أن نبني الآخرين أيّاً كانوا. في البيت بين الأزواج وبين الأهل والأولاد، وفي الكنيسة مع الإخوة والخدّام والمؤمنين الجدد، وفي العمل والمجتمع من حولنا. ولكن هذا الإمتياز بأن نكون دواء للنّفوس وشفاء لآلام النّاس لا يحصل بالصّدفة بل بالقرار الدّاخلي والتّفكير قبل أن نُخرج الكلمة من فمنا، والتّمرّس على أن نكون إيجابيّين مشجّعين بنّائين في حياة الجميع ولاسيّما الضّعفاء منهم.