«قَالَ:«سَأَسْمَعُكَ مَتَى حَضَرَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكَ أَيْضًا».» (أع 23: 35)
لَو علِم فيلكس الوالي ما هي الرسالة التي يحملها بولس الرسول وينادي بها لما تأخّر لحظة في الإستماع إليه. لكنّه كان يجهل أنّ الخبر السار الذي يحمله بولس قد يغيّر مصيره الأبدي. لقد كان فيلكس الوالي منشغلا بمنصبه وهو يرى العالم كلّه من منظار سلطته البشريّة المحدودة. فلم يستطع أن يرى الرجاء الحيّ الذي كان يحمله بولس بإنجيل المسيح. وكم من الفرص الغالية التي يضيّعها الإنسان من خلال عدم اكتراثه بتعاملات الله معه من خلال الظروف والأشخاص الذين يضعهم الله في طريقه. لقد أضاع فيلكس بتأجيله إلى وقت لاحق فرصة الإستماع إلى بولس، فقد كان من الممكن أن يكون ذلك اللقاء مغيّرا لحياة فيلكس، ولكنّه كان غير مكترث إلاّ لمركزه ومنصبه. والكثير من الناس يعيشون حياة التمحّور حول الذات فيغرقون في عملهم ومسؤولياتهم ومشغولياتهم، غير منتبهين للفرص من حولهم. إنّ كلّ إنسان نراه من حولنا هو فرصة لعمل الله، إمّا في حياتنا أو في حياته. بالنسبة لنا يجب أن نشهد للجميع وربما أحيانا يريد الرّبّ أن يرسل لنا رسائل خاصة من خلال الآخرين. لذلك يجب أن نتمتّع بالحساسيّة تجاه الناس الذين حولنا، ونستفيد من حضورهم في حياتنا لئلا نخسر فرص غالية لا تعوّض.