«وَلْيَتَعَلَّمْ مَنْ لَنَا أَيْضًا أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً لِلْحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ، حَتَّى لاَ يَكُونُوا بِلاَ ثَمَرٍ.»
(تي 3: 14)
يطلب بولس الرسول من تيطس أن يعلّم المؤمنين أن يمارسوا أعمالا حسنة تجاه الآخرين. وأما الحاجات الضروريّة التي يتحدّث عنها في هذا المقطع فهي المساعدة في تجهيز الإخوة المسافرين وتزويدهم بالأمور الضروريّة لهم للسفر. فبولس الرسول يشجّع تيطس والمؤمنين أن يمارسوا أعمالا حسنة تجاه الآخرين الذين لهم حاجات ضروريّة. فالأعمال الحسنة هي من ثمار الحياة الروحيّة. وعندما نتكلّم عن ثمار نحن نتكلّم عن نتيجة وليس عن مسبّب. فالأعمال الحسنة لا تسبّب الحياة الروحيّة ولكنّها تأتي نتيجة تلقائيّة للحياة الروحيّة الصحيحة. فالمؤمن الذي اختبر نعمة المسيح العظيمة ومحبّته الدافقة وغفرانه التام وعمل الروح القدس في حياته، يثمر بطريقة تلقائيّة بأعمال صالحة. وأما كلمة ليتعلّم في هذه الآية فتشير إلى ضرورة تحمّل المؤمن مسؤوليّته في ممارسة الأعمال الحسنة. فمن الممكن أن يتغنّى المؤمن بالنعمة ويتكاسل في سلوكه الروحي معتبرا أنّ هذه الأعمال الحسنة تجاه الآخرين ليست من مسؤولياته. وتشير أيضا كلمة ليتعلّم إلى ضرورة نمو المؤمن اليومي في الحياة الروحيّة لكي يثمر في حياته. فالرّب يريدنا أن نكون مثمرين لمجده في حياتنا.