«الكأس التي أعطاني الآب
ألا أشربها؟»
(يو18: 11)
نعيش في عالم مليء بالتجارِب، يُسميه الكِتاب المُقدس وادي البُكاء والدموع، عالم زائل ووقتي، ومع ذلك غالِباً ما نُريد الهروب من هذا الواقِع لنجعلَهُ عالمًا مليئًا بالسعادة والبهجة فنعيش بالوهم أنَّه عالم باقي أبدي.
لقد استَلّ بُطرُس سيفه ليُدافِع عن يسوع فقطع أُذن عبد رئيس الكهنة، بالوقت الذي كان فيه يسوع في سلام تام وقال: «إجعل سيفك في الغمدِ! الكأسُ التي أعطاني الآبُ ألا أشربها؟». فكيف نقدِر أن نكون كيسوع في وسط عالمٍ مليء بالتجارِب زائل نُحاوِل فيه جاهدين أن نُدافِع عن نفوسِنا؟
كان يسوع يعلم تماما من هو، فقبل لحظات قليلة عندما أتى مُسلِمه يهوذا أعلن بوضوح أنه الله: إنِّي أنا هو، وبسبب هذا الإعلان وإظهار القليل من مجدِه «رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض». عندما نعلم من نحن، هويتنا السماوية وهدف وجودِنا على الأرض، نقدر أن نكون في سلام في وقت التجرِبة. ولكن لم يعلَم فقط من هو إنما قبِل مشيئة الله، وعلِم أن الآب هو من أعطاه هذه الكأس. ونحن بدورنا عندما نقبَل مشيئة الله ونؤمن بأنه مهما كانت التجرِبة في حياتنا الله صالِح ومُسيطِر وهو من يسمح بهذه التجرِبة لأجل نمونا ولأجل مجده، نقدِر أن نبتَسِم ونقول لهُ: شُكراً يا رب فنُصبِح بسلام تام.