اذهب تحدّث مع أبيك السماوي بالصلاة

يشعر الإنسان إلى حاجته للدعم والمساعدة في حياته. أتذكّر عندما كنت في الجامعة، كان لدي صديق كنت أسأله ليشرح لي بعض الأمور. أيضًا أتذكّر في حياتي في إحدى المرّات طلبت مساعدة من شخص ولكنّه اعتذر عن المساعدة. نحن نطلب المساعدة من أشخاص، أحيانًا يكونون قادرين وأحيانًا أخرى يكونون غير قادرين على تلبية حاجاتنا. لكن بالصلاة يلجأ المؤمن إلى الرّب ويطلب منه مباشرة

في إنجيل متى تكلّم الرّب يسوع المسيح عن الصلاة في العديد من المقاطع. في متى 6، علّم تلاميذه كيف يصلّون. أمّا في متى 26، نقرأ عن صلاة الرّب يسوع للآب قبل ذهابه للصليب … في ذلك المقطع علّمنا بطريقة عمليّة كيف نصلي … كما في متى 7، شجّعنا أن نصلي ونلجأ إلى أبينا السماوي

دعونا نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في انجيل متى 7: 7-12

“«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 9أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ 10وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! 12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ

أولاً. الرّب يأمرنا بالصلاة

“اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ”

اسألوا … تسأل أمر من الرّب وستعطى –

اطلبوا … كأنك تبحث عن شيء عند الرّب وستجده –

اقرعوا … تدقّ الباب وسيفتح لك –

يوجد أمر من الرّب بالصلاة … دائما عندما يكون هناك أمر في الكتاب المقدّس علينا أن نعرف أنّ هناك أمر مهم وضروري ومفيد بالنسبة لنا … ولكن لسبب من الأسباب نحن نجهل أهميّته ولذلك يعطينا إياه الرّب بأمر

تمامًا كما تفعل الأمّ عندما تقول لأولادها أن يأكلوا في المدرسة أو أن يُفرِّشوا أسنانهم قبل النوم. الرّب يأمر بالصلاة، لأن هذا الموضوع مهم بالنسبة للمؤمن. غالبًا ما يظنّ الإنسان بأن الله غير مهتم بصلاته أو لا يبالي أو ربما يكون مشغول. والحقيقة هي غير ذلك. لأنّ الرّب نفسه يريدك أن تذهب إليه بالصلاة والطلبات

ثانيا. الله يتفاعل مع صلاتنا

.اِسْأَلُوا ………….. تُعْطَوْا”

.اُطْلُبُوا ……………… تَجِدُوا

.اِقْرَعُوا ……………… يُفْتَحْ لَكُمْ

 ،أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ ………. يَأْخُذُ

،وَمَنْ يَطْلُبُ ………………. يَجِدُ

.”وَمَنْ يَقْرَعُ ……………….. يُفْتَحُ لَهُ

.بالصلاة أنت تسأل أمور من الرّب، وهو يعطيك هذه الأمور –

.بالصلاة تبحث عن أمور عند الرّب، وهو يساعدك لكي تجدها –

.بالصلاة تقرع أبواب مغلقة أمامك والرّب يفتحها –

ثالثًا. الله يستجيب لصلواتنا بما هو لخيرنا

هذا هو السؤال الذي دائمًا يُسأل: لماذا لا يعطيني الرّب كل ما أريد؟ والجواب هو أن الله يعطي أولاده العطايا الجيّدة … “أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟” الله لن يعطي أولاده حجرًا بدل الخبز، ولن يعطي أولاده حيّة بدل السمكة.” فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ

.الرّب يهب الخيرات … هو يستجيب بحسب الخيرات

.عندما نصلي هو يعرف ما هو لخيرنا فيعطينا إياه –

.عندما نصلي هو يعرف ما يؤذينا ولن يعطينا إياه –

.عندما نصلي يعرف الرّب التوقيت الصحيح لعطاياه –

.الرّب دائما يستجيب … هو يستجيب بما هو لخيرنا

الرّب يطلب منّا أن نتشبّه به ونعامل الآخرين كما نريدهم أن يعاملونا … “فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ

في الختام، أحبائي الرّب قريب منّا وهو يسرّ بسماع صلواتنا … وهو لا يسرّ فقط في سماعها، ولكن بالتفاعل معها والاستجابة لها

 لذلك علينا أن نتحدث مع أبينا السماوي دائمًا بالصلاة