إعلانات ميلاد الرّب يسوع المسيح

مع اقتراب نهاية العام، يتذكّر العالم ولادة الرّب يسوع المسيح.في عام 336 م. بدأ الإمبراطور الروماني قسطنطين بهذه العادة التي استمرّت ليومنا هذا.لا يوجد أي دليل تاريخي أو جغرافي أو منطقي يؤكّد أن الرّب يسوع المسيح ولد في 25 كانون الأوّل. ولكن من المؤكّد من التاريخ والجغرافية والمنطق هو أن ولادة الرّب يسوع المسيح غيّرت وجه التاريخ

 العالم بعد ميلاد المسيح غير العالم قبل ميلاد الرّب يسوع المسيح. أخلاقيات البشر قبل ميلاد المسيح غير أخلاقيات البشر بعد ميلاد المسيح. عبادة الله قبل ميلاد المسيح غير عبادة الله قبل ميلاد المسيح. معرفة الله قبل ميلاد المسيح غير معرفة الله قبل ميلاد الرّب يسوع المسيح. غفران الخطايا قبل ميلاد المسيح غير غفران الخطايا بعد ميلاد المسيح. حياة المؤمن الروحيّة بعد ميلاد المسيح تختلف عن حياة المؤمن الروحيّة قبل ميلاد المسيح. مفهوم الحياة بعد الموت قبل ميلاد المسيح يختلف عن حقائق الحياة الأبديّة بعد ميلاد المسيح. لقد غيّر تجسّد المسيح وعمله الكامل على الصليب وجه العالم. ويسوع المسيح ابن الله الحيّ ما زال يعمل ويغيّر حياة الناس ويقلب المجتمعات والبيوت بقوّة الإنجيل

ولادة الرّب يسوع المسيح لم تكن حدثا عاديّا ولكنّها حملت معها إعلانات كثيرة للبشر. بولادة المسيح، أعلن الله أمورا حاضرة ومستقبلة، تتطلّب منّا التوقّف عندها. فما هي إعلانات ميلاد الرّب يسوع المسيح؟

دوّن الوحي لنا الكثير عن ولادة المسيح وموته وقيامته. ولكن الملفت في إنجيل يوحنا هو الشرح المسهب لحقائق الله العظيمة. إنجيل يوحنا يقدّم لنا حقائق الله العظيمة بأسلوب سهل، نستطيع من خلاله أن نفهم فكر الله وقلب الله

 نقرأ ما أعلنه الرّب عن تجسده كما جاء في يوحنا 3: 16-21، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ

أولا. تجسد المسيح يعلن محبة الله

“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” التفكير البشري المحدود ينظر إلى ميلاد المسيح كحدث منفرد في التاريخ البشري. ويتذكّر الناس حدث ولادة الرّب يسوع المسيح من دون النظر إلى البعد الإلهي لتجسّد الرّب يسوع المسيح. فولادة الرّب يسوع المسيح مرتبطة بمخطط الله المبني على المحبّة الإلهيّة. تجسّد المسيح يُعلن قلب الله. في يوحنا 3: 16، يكشف لنا المنظار الإلهي لتجسّد المسيح، فيقول: “لأنّه هكذا أحبّ الله العالم …”. كيف نعرف أن الله أحبّ العالم؟ بذل ابنه الوحيد

ولادة المسيح لم تكن امتيازا لله، ولكنّها كانت إعلانًا عن محبة الله. في الواقع، إنّ تجسد المسيح كان تنازلًا إلهيًّا، وليس رفعة. إذ أحبّ الله العالم، كان مستعدًّا أن يرسل ابنه الوحيد إلى العالم. ما هو الأمر الذي جعل الله يظهر في الجسد؟ والذي جعل المسيح يترك عرشه السماوي ويتواضع ليصبح إنسان مثلنا؟ محبة الله. تجسّد الرّب يسوع المسيح يعلن لنا محبّة الله

أخبرني أحدهم أنّه عندما وصل إلى المطار، وجد 15 شخص بانتظاره. هو سافر في عام 2006 مع أهله ولم يعد إلى لبنان كل تلك الفترة. وعلى الرغم من أنّهم لم يخبروا الكثيرين عن سفره إلى لبنان، لكنّه وجد 15 شخصا بانتظاره. ومن بين ال 15 شخصا كان هناك جدّه وجدّته، الذين جاؤوا من رأس بعلبك لكي يستقبلوه على المطار. والمدهش بهذا الموضوع هو أن جدّه وجدّته كانا قد أخذا سيارة أجرة وساروا أكثر من ثلاث ساعات نزولا لكي يستقبلوه على المطار. والذي أدهش هذا الشاب هو أن جده وجدته، بعد أن سلما عليه في المطار ورأوه لمدّة خمس دقائق، ودعوه مجدّدا لكي يعودوا بسيارة الأجرة إلى رأس بعلبك

إذا سألتم هذا الشاب، كيف تعرف أن جدّك وجدّتك يحبانك؟ يجيبكم:” لقد تركوا راحتهم وتحملوا عناء الرحلة وتكلفوا لكي يريانني”. لقد كان عملهما هذا إعلان عن محبتهما البشريّة

فماذا تقول عن تجسد المسيح؟

ترك السماء – وتسبيحات الملائكة – ترك غناه ومجده – ترك مركزه العظيم في الكون والخليقة، وتجسّد لكي يخلصنا من خطايانا. تقول كلمة الرّب عن هذا التجسّد، “الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ.  لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.” (في 2: 5-8)

تجسّد المسيح هو إعلان عن محبّة الله. الله يحبّك، لدرجة التجسّد. ليس ذلك فقط … ولكن لدرجة الموت لأجلك. جدّا هذا الشاب، أكثر شيء ممكن أن يقوما به، هو أن ينزلا من رأس بعلبك إلى المطار ليستقبلاه. المسيح لم يتوقّف عند هذا الحدّ ولكنّه كان مستعدا أن يموت موت العار على الصليب … معلنا محبّة الله الفائقة لك ولي. في ذكرى ميلاد الرّب يسوع المسيح علينا، أن نركز محبّة الله

الله يحبّك…الله يدعوك لكي تتجاوب مع محبّته … الإيمان بالمسيح لا يمكن أن يحدث من دون تقديرك لمحبّة الله

ثانيا. تجسد المسيح يعلن فرصة الخلاص

لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ…” تجسد المسيح لم يكن هدفه إبراز وإظهار شخص المسيح. وكأنّ الله ينقصه مجد الإنسان. الله قدوس ولا يحتاج إلينا. هو قدوس بذاته. نحن لا نزيد على مجده ولا ننقص من مجده. الله لا يحتاج إلينا … الله كائن بذاته

قرأت هذا الخبر عن عيد الميلاد الذي حدث في البرازيل في عام 2014، “بدأت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تكتسي حلة عيد الميلاد منذ مساء السبت، مع إضاءة أكبر شجرة عيد في العالم، ترتفع إلى 85 مترا. ويبلغ وزن هذه الشجرة 542 طنا، وهي دشنت في حفل تخللته عروض موسيقية وألعاب نارية، شارك فيه آلاف الأشخاص في جنوب المدينة. وزينت الشجرة بمئات الأمتار من الزينة المضيئة، وأكثر من ثلاثة ملايين مصباح، ومن المقرر أن تبقى قائمة حتى السادس من يناير. ويأمل منظمو هذا الحدث أن تجذب الشجرة ثمانين ألف زائر يوميا. وتعد هذه الشجرة الأكبر في العالم، بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية

تجسد المسيح لم يحدث لكي يرفع العالم أكبر شجرة في العالم ولا أن يجتذب الحدث أكبر عدد من الزوّار. تجسد المسيح له هدف وحيد، هو إعطاء فرصة لخلاص الإنسان. الله أحبّ العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. مكتوب بكلمة الله، “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (متى 1: 21)

كما جاءت البشار للرعاة، “أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لو 2: 11)

“لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ”

تجسّد المسيح لكي يفتح لنا باب اسمه باب الخلاص. نحن في غرفة تحترق وليس فيها مخرج … نحن خطاة مصيرنا الهلاك … نحنا مدانين بالخطيّة

جاء يسوع المسيح لكي يفتح باب الخلاص، ” فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ­ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ­ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.” (عب 2: 15)

ويسأل الوحي قائلا: “فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟” (عب 2: 3)

يعلن لنا تجسّد المسيح فرصة الخلاص الوحيدة للإنسان، إذ تقول كلمة الرّب ” اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.” (يو 3: 18)

المسيح هو باب السماء، والإيمان بالمسيح هو الدخول إلى الحياة الأبديّة مع الرّب. يعلن تجسّد المسيح فرصة الخلاص الوحيدة للإنسان

ثالثا. تجسد المسيح يعلن مأساة الدينونة

وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً

كتبت إحدى وسائل الإعلام التالية عن عيد الميلاد: “مع قرب نهاية كل عام، عدد كبير من الفنانات يبدأن بالاحتفال بعيد الميلاد، ما بين تزيين شجرة الكريسماس التي تولد شعوراً بالبهجة، وسانتا كلوز أو بابا نويل، والشموع ورجل الثلج، مع طغيان بريق الأحمر والذهبي والفضي، وألوان الفرح

يرى الناس في عيد الميلاد، عيد الفرح والبهجة والزينة والهدايا … يرى الناس في الميلاد الفرح. ولكن ما يعجز أن يراه البشر هو أن ميلاد المسيح يعلن دينونة الله على الخطاة. ومأساة عيد الميلاد الكبرى هي أنّ أغلبيّة من يحتفلون بميلاد المسيح اليوم سيقفون أمام عرشه الأبيض ليدانوا. ميلاد المسيح يعلن الدينونة على الخطاة. ولكن تقول لي، أليس أولئك الذين يحتفلون بالميلاد مؤمنين بالمسيح؟ الكتاب المقدّس واضح في إعلانه. “لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ

الله لا يريد أ، يدين الناس أو يهلكها. والشرط الوحيد لعبور الدينونة هو الإيمان بالرّب يسوع المسيح. الإيمان بالرّب يسوع المسيح هو قبول المسيح مخلصًا على حياتك. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني التوبة عن الخطيّة والرجوع إلى المسيح وكلمته. كيف أعرف إن كان إيماني بالمسيح صحيحا؟ من تأثيرات هذا الإيمان على حياتك. هذه هي الدينونة: وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ

عليك أن تعرف أنّ الكتاب يوضح أنّ المسيح والخطيّة لا يعيشان معًا. عندما تحب الظلمة أنت تبغض النور. الظلمة والنور لا يعيشان معًا. المسيح والخطيّة لا يعيشان معًا. إن الإيمان بالرّب يسوع المسيح يعني العداوة للخطيّة. والمحبة للخطيّة تعني العداوة للمسيح. الله لا يضحك عليك بزينة أو بكلمة … الله لا يُرتشى بالمال … الله ينظر إلى القلوب ويعرف الخفايا والنوايا والأفكار والأفعال

.إن كنت تحتفل بميلاد المسيح وأنت تعيش بالخطيّة … أنت تحكم على نفسك بالدينونة

.إن كنت تحتفل بميلاد المسيح وأنت تعبد بغشّ وزغل … أنت تحكم على نفسك بالدينونة

.إن كنت تحتفل بميلاد المسيح وأعمالك أعمال الظلمة … أنت تحكم على نفسك بالدينونة

لقد جاء المسيح إلى العالم لكي يعلن عن دينونة الله على خطايا الناس. تقول كلمة الرّب عن عمل الروح القدس: ” وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي … ” (يو 16: 8-9). الخطيّة الأولى التي سيدان العالم عليها هي عدم إيمانهم بالمسيح مخلصًا على حياتهم. تجسّد المسيح يعلن مأساة الدينونة. هذا يدعونا اليوم لكي نكرز ونبشّر ونعلن ضرورة الخلاص للناس من حولنا. هذا يدعوك اليوم لكي تراجع حساباتك … أين ستكون في يوم الدينونة؟ المسيح لا يريدك أن تدان … لذلك جاء إلى العالم. ولكن رفضك للمسيح سيوقفك أمامه للدينونة

رابعا. تجسد المسيح يعلن قوّة الله المغيّرة

لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ

إنّ تجسّد المسيح هو إعلان عظيم عن مبادرة الله لكي يعمل في حياة الإنسان. بالتجسّد، الله يقول للإنسان: “أريد أن أعينك وأن أغيّرك وأن أساعدك في حياتك الروحيّة. والملفت في النّصّ أمامنا هو أنّ “مَن يفعل الحق فيقبل إلى النور، لكي تظهر أعماله أنّها بالله معمولة

قبل تجسّد المسيح كان الإنسان عاجز أن يعيش حياة البرّ والقداسة. كان الإنسان يعيش في ضعفه وأسره وعبوديّته للخطيّة. لذلك جاء المسيح لكي يخلص ويحرر ويغيّر حياة الإنسان. وكل من يؤمن بالمسيح يختبر التجديد بالروح القدس، ويعلن عن عدائه للخطيّة وللشرّ في العالم. عندها يختبر هذا الإنسان قّوة الله المغيّرة. ولذلك يظهر التغيير في حياة كل من يؤمن بالمسيح. اليوم في العالم هناك مؤمنين متغيّرين بقوّة الإنجيل. أشخاص أمناء لكلمة الله من حيث العبادة والسلوك. أشخاص يعلنون بحياتهم عن أنهم يبغضون الظلمة ويحبون النور. هؤلاء هم المؤمنين الحقيقيين بالرّب يسوع المسيح. كيف تعرف أولاد المسيح اليوم في العالم؟ “مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟” (متى 7: 16)

أولاد المسيح اليوم في العالم، يثمرون بثمر الروح القدس. أولاد المسيح اليوم في العالم، يعيشون بحسب كلمة الله في العالم. الرّب يوصي المؤمنين قائلا: ” لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ .” (في 2: 15)

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (متى 5: 16) إن ثمر الإيمان في حياة المؤمن، هو نتيجة عمل الله في حياتنا. يعلن تجسّد المسيح قوّة الله المغيّرة في حياة أولاده. هذا يضع المؤمن أمام مسؤوليّة التقديس في كل يوم. النمو إلى شبه المسيح. التقدم في رحلة القداسة

في الختام، قرأت إيضاح عن الميلاد، عن سيدتين كانتا في أوتيل راق جدّا تتناولان العشاء مع بعضهما البعض وتحيط بهما الزينة. تقدمت امرأة كانت تعرف السيدتين وسألتهما: “ما هي المناسبة التي تحتفلان بها؟” أجابت إحداهما: “عيد ميلاد ابني الصغير”. فسألتها: “أين اهو ابنك؟” أجابتها: “وهل تتوقعين أن أحضره معي إلى هذا المكان؟” لقد خافت هذه المرأة أن تحضر ابنها إلى المكان ويغيّر جو الاحتفال. كثيرون اليوم يحتفلون بالميلاد بدون المسيح. والسبب هم أنهم يخافون من التأثير الذي قد يحدثه حضور يسوع في العيد. أتخاف من أن يعبث بخطاياك أو بسلوكك أو بعبادتك … أتخاف من أن يحضر يسوع ويغيّر أجواء حياتك؟ ميلاد الرّب يسوع المسيح هو إعلان عظيم من الله عن محبته ورغبته بتغيير حياتك ومصيرك الأبدي. ذكرى ميلاد المسيح يجب أن يكون وقفة تقييميّة لحياة كل إنسان

بذكرى ولادة الرّب يسوع المسيح عليّ أن أسأل نفسي، أين أنا من ذاك الحدث المبارك العظيم؟